مقدمة حول الشعر الحر – شعر التفعيلة ودور السياب ومجايليه فيه :

 

 

يُعتبر الشاعر بدر شاكر السياب المولود في محلة جيكور بالبصرة علم 1926 م هو والشاعر عبد الوهاب البياتي والشاعرة نازك الملائكة، من الرواد الأوائل الذين أسسوا ظهور الشعر الحر أو شعر التفعيلة في الأدب العربي الحديث.

تلقى السياب تعليمه الابتدائي في بلدته، ثم التحق بدار المعلمين العليا ببغداد طالباً في قسم اللغة الإنجليزية، وتخرج منها عام 1941 م، اشتغل في التعليم إلا أنه فصل من عمله لأسباب سياسية، فاشتغل في أعمال أخرى، وأصيب بمرض عضال وتوفي في الكويت عن 1964 م ودفن في البصرة.

وترك من الدواوين: أنشودة المطر، أزهار ذابلة، وأساطير  والمعبد الغريق وشناشيل ابنة الجلبي.

 

ويبدو أن دراسة الشاعر للأدب الغربي، كان لها أثر كبير في تطوير مفاهيم الشاعر وزملائه باتجاه بناء القصيدة العربية، وتخليصها مما علق بها من نمطية في شكل الأداء – عمود الشعر – ذلك النمط القائم على نظام شكلي صارم للقصيدة، يلتزم فيه الشاعر عدداً محدداً من التفعيلات في شطري البيت – صدره وعجزه – كما يتبع في القصيدة كلها قافية واحدة لا يحيد عنها، مما يحول بين الشاعر وبين ما يود أن يعبر عنه من مشاعر وأحاسيس من خلال أدائه الشعري، لذا تبدى دور السياب ورفاقه في محاولة كسر هذا النظام الصارم، والالتجاء إلى نمط آخر من الأداء الشعري، يكون معه الشاعر قادراً على التعبير عما يخالجه من خواطر وأحاسيس من خلال التزامه بنظام شعري – لا نثري – يؤدى عن طريق عدد من التفاعيل المعروفة في شكل الشعر العربي القديم. لكن بطريقة يكون معها الشاعر قادراً على التزامها شكلاً، لا كماً في ثنايا القصيدة، وفي الوقت نفسه يتحرر من قيد القافية الواحدة من خلال عمله الشعري، فيتاح له بذلك التخلص من عدد التفاعيل المتماثل في كل بيت من أبيات القصيدة، والاستغناء عن استخدام قافية واحدة، فتتوفر له حرية التعبير والتدفق في القصيدة، مما يساير الاحساس والذوق الإنساني القائمين على التنظيم غير الصارم في التعبير عن الانفعالات والأحاسيس البشرية.

 

والقصيدة التي نحن بصدد دراستها والمأخودة من ديوان الشاعر " أنشودة المطر " والتي قالها الشاعر قبل وفاته بعام 1963 م، مثال على الشعر الحر من حيث الشكل ومن حيث المضمون الذي سنتعرض إلى كليهما من خلال دراسة النص.

 

 

 

رجوع

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : الأستاذ وليد جابر

 

تاريخ التحديث : حزيران 2009

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية