أسلوب المدح والذَّمِ  

3- الاسمُ المخصوصُ بَعْدَهما :

تحتاج (نعم وبئس) إلى اسمٍ مرفوعٍ بَعْدَهما يكونُ مقصوداً بالمدحِ أو الذَّمِ ، ويُسمى المخصوصَ بالمدحِ أو بالذّمِ . ويُشْتَرَطُ – كما مَرَّ – أن يكونَ مَعْرِفَةً ، أو نَكِرَةً موصوفةً أو مضافَةً ، وأنْ يكونَ أَخصّ مِنْ الفاعِلِ، لا مساوياًً له ، وأنْ يكونَ مُطابِقاً لَهُ في المعنى ، فيكونُ مِثْلَهُ في التذكيرِ والتأنيثِ والإفرادِ والتثنيةِ والجَمْعِ. وأن يكونَ مُتأخراً عَنْهُ ، كما يَجِبُ أنْ يَتَأَخّرَ عن التمييزِ إن كانَ الفاعِلُ ضميراً مُسْتَتِراً ، مثل نِعْمَ رَجُلاً الصادقُ .

أمّا إذا كانَ الفاعِلُ اسماً ظاهِراً ، جاز تقديمُ المخصوص على التمييزِ أو تأخيرُهُ عَنْهُ . مثل : نِعْمَ السائِقُ رَجُلاً خليلٌ ، ونِعْمَ السائِقُ خليلٌ رجُلاً .

هذا والمخصوصُ بالمَدْحِ أو الذّمِ مرفوعٌ دائِماً – كما مَرَّ – وقد يُحْذَفُ المخصوصُ ، إن دلّ عليهِ دليلٌ ، كأنْ يُدْكَرُ مِنْ قَبْلُ في الكلامِ – مثلُ قَوْلِه تعالى في سورة أيوب عليه السلام بَعْدَ أنْ وردَ ذَكَرَهُ في أياتٍ من السورةِ "(نِعْمَ العَبْدُ ، إنه أوّابٌ) أي نِعْمَ العَبْدُ أيوبُ – عليهِ السلامُ – إنّه أوابٌ = شديدُ العَودَةِ إلى رَبِّهِ ومثل: سَمِعتُ خطاباً لم أعرفْ صاحِبَهُ ، ثُمَّ عَلِمْتُ أنّهُ عَليٌّ ، نِعْمَ الخَطيبُ . أي نِعْمَ الخطيبُ عليٌّ .

 

رابعاً : حَبّذا ولا حَبّذا وَحَبَّ

ومِنْ أفعالِ المّدْحِ الصّريحِ الفِعْلُ (حَبَّ) ويُقْصَدُ بِهِ المَدْحُ العامُّ مَعَ الإشعارِ بالحُبِّ – حُبِّ الممدوحِ – ويَكْثُرُ أن يكونَ فاعِلهُ اسمُ الإشارةِ (ذا) ، مثل : حَبّذا المتواضعُ إنساناً وحبذا إنساناً المتواضعُ . هذا وإن سُبِقَ الفعلُ (حَبَّ) وفاعِلُهُ بـِ (لا) النافيةِ صارَ دالاً على الذّمِ العامِّ ، نحو : لا حَبّذا المنافِقُ إنساناً ، ولا حبذا إنساناً المنافِقُ .

ويُعْرَبُ المخصوصُ بالمَدْحِ أو الذّمِ في جملةِ (حَبّذا) و(لا حَبّذا) الفعليةِ ، إمّا مبتدأً والجملةُ الفِعْليَّةُ خَبرٌ عَنْهُ. أو يُعْرَبُ على أنّهُ خَبَرٌ لمبتدأ محذوفٍ يُقَدَّرُ من خلالِ الجملةِ .

ويُشْتَرَطُ في المخصوص في هذا السياقِ ، أنْ يَتَأَخّرَ عن الفِعْل والفاعِلِ . فلا يجَوزُ تَقَدُّمُهُ عليهما . لكنّه يجوزُ أنْ يَتَقَدَّمَ على التمييزِ في الجملةِ ، أو يتأخَّرُ عَنْهُ . ومن مِثْلِ جوازِ تَقَدُّمِهِ على التمييزِ ، قَوْلُنا : حَبّذا صديقاً الوفيُّ . ومِنْ تأخيرِه ، قوْلُنا : حَبّذا الوفيُّ صديقاً .

 

أما بالنسبةِ للفاعلِ (ذا) في جُملةِ (حبّذا) ، فإنها تلْتَزِمُ الإفرادَ والتذكيرَ دائماً سواءٌ أكانَ المخصوصُ مُفْرَداً مُذَكّراً أم غيرَ ذلك . نقولْ :

يا حَبّذا جَبَلُ الرّيانِ مِنْ جَبَلٍ           وحَبّذا ساكنُ الرّيانِ مَنْ كانا

وحبّذا نفحاتٌ من يَمانِيةٍ               تأتيك مِنْ قِبَلِ الرّيانِ أحيانا

إذْ بَقيتْ (ذا) في البيتِ الثاني مُفْرَدَةً مُذَكَّرةً مع أنّ المخصوصَ بالمدحِ (نفحات) تَدُلُّ على الجمعِ المؤنثِ .

 

ونقولُ : حَبّذا المخلصانِ صديقين وحبّذا المخلصون أصدقاءَ .

وحبّذا هِنْدٌ وحَبّذا قَرْيَةٌ بها هندٌ . بإفرادِ (ذا) وتذكيرِها دائماً .

والأمْرُ نَفْسُهُ يُقالُ في جملةِ (لا حبذا) المستعملة في الذمِ . نقول :

لا حَبّذا النفاقُ سُلوكاً ، ولا حبّذا سُلوكاً النفاقُ .

ولا حَبّذا الخِداعُ والنفاقُ سلوكاً ، ولا حبّذا المنافقين كتاباً .

ولا حبّذا الاستكانةُ شيمةً ، ولا حَبّذا المفاوضاتُ غيرُ المتكافئةِ أسلوباً لِحَلِّ القضايا المصيريَّةِ .

 

- أما (حَبَّ) فهو فِعْلٌ دالُّ على المَدْحِ ، وأَصْلُهُ (حَبُبَ) أي صارَ محبوباً ، مثل : حَبَّ محمودٌ شهماً . فالمخصوصُ بالمدحِ هو فاعِلُ (حَبَّ) محمودٌ ويكونُ الفاعِلُ – المخصوصُ بالمدحِ – مُطابِقاً للفعلِ في جميعِ الأحوالِ وَفْقَ ما يتقضيهِ المعنى . نقول : حَبَّ سميرٌ وعليُّ رجلين ، وَحَبَّ سميرٌ وعليُّ وعمادٌ رجالاً .

 

ويَجوزُ أيضاً جَرُّ فاعِلِ (حَبَّ) بالباءِ الزائدةِ لفظاً ، مثل : حَبَّ بسعيدٍ كريماً = حَبَّ سعيدٌ كريماً .
 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

إعداد : أ. وليد جابر

 

تاريخ التحديث : آذار 2003

 

تاريخ التحديث : حزيران 2008

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية