درس تطبيقي في النصوص الأدبية للمرحلة الثانوية
أي بني...ماذا تعرف عن عمر الخيام ؟

 

أي بني !

لقد كتب إليَّ أخوك مرة من لندن – بعد أن أتم دراسته في كلية الهندسة بجامعة فؤاد ، وذهب إلى انجلترا يعد نفسه لنيل الدكتوراه – يقول : إنه ضمه مجلس مع جماعة من شبان الإنكليز المتخصصين في الهندسة أيضاً ، وما زال الحديث يتنقل بينهم إلى أن وصلوا إلى عمر الخيام ، فأخذ كل يبدي رأيه في شعره وفلسفته في الحياة ، وجمال رباعياته ، والروح التي تبثها في النفوس ، وهل هي روح قوية أو ضعيفة تناسب هذا العصر أو لا

تناسبه ؟ ونحو ذلك ..

 

وإن أخاك  أثناء هذا الحديث كله ، لم يستطع أن ينبس بكلمة ولا أن يشارك في هذا الحديث بأي رأي ، لأنه لم يسمع قبل هذا المجلس عن عمر الخيام ، ولم يعرف عنه شيئاً ، وأنه خجل من نفسه وخجل من ثقافته .

 

وأنت الآن تدرس الهندسة كأخيك ، وأخشى أن تكون أيضاً لم تسمع بعمر الخيام وأمثاله ... وربما لم يسمع عنه أيضاً كل إخوانك في كلية الهندسة ، وكل زملائك في كلية الطب والزراعة والتجارة ، وبعبارة أخرى كل المتخصصين في الدراسات العلمية والفنية .

 

وهذا عيب شنيع ألفت إليه نظرك ونظر زملائك ، وأريد أن تتبرأوا منه جميعاً . إنكم تظنون أن واجبكم يحتم عليكم دراسة فنكم والتوسع فيه ما أمكن وكفى ، فإن كان عليكم واجب ثقافي آخر فقراءة جريدة سياسية أو مجلة خفيفة ، تقرأُونها عند تنقلكم في الترام أو القطار ، أو للتسلية قبل النوم ، فإن تم هذا كله ظننتم أنكم أديتم واجبكم نحو عقلكم . ولا بأس بعد ذلك أن تجهلوا ما يجري في العالم من شؤون اجتماعية وثقافية عامة أدبية . وفي هذا من الخطأ ما يجب أن تتحرر منه أنت وأمثالك .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث : أيار 2003

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية