انهضْ يا بنيَّ ! فالنّهار قد انقَضَى ، وشبح الليل قد بدا ، والشمس كالبخيل أخذت تجمع ذهبها المتناثر على الأرض .

       من ذا الذي ثنى عليك أطراف النعاس حتّى رحتَ تغطّ في سُباتٍ عميقٍ ؟ أنت يا بنيّ ، الطّفل الذي خطا أولى خطواته ليملأ العالم بأسره ؛ أنت ذلك الساحر الذي غزا الكون ، فوضع خزائن الطبيعة بين يَديَّ . أنت كبدي الذي صحا على صوتك اللّطيف ، وسَما بي إلى مشارف الأجواءِ العليا .

 
 
   أنا أغنّي لك لتنام ، يا ولدي ، وأنت تغنّي لي لأستيقظ . حين تناديني باكياً ، أشعر أنّ فمك قيثارة ألحانٍ ، وحين تحدّق إلى وجهي ، أخال نظراتِك ريشة عودٍ تداعبُ أوتار قلبي .

وأنا اليوم ، أرى العمر فيك ، يا ولدي ؛ وغداً أرميك في سوق العالم الواسع ، فإذا ضعت في لجج الحياة المضطربة ، فأمّك منارةٌ تنير ، بابتسامتها ، سبيلك إلى ميناء الهدوء والأمان .

رجوع

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث : 5 حزيران 2003

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية