اعتدنا خلال خبرتنا في الإدارة المدرسية أن نرى العلاقة بين المدرسة وأولياء الأمور مقتصرة على: الزيارات، اللقاءات المتنوعة، الشكاوي، طلب التبرعات، مجالس أولياء الأمور.... تأتي أغلبيتها ضمن مبادرات واجتهادات مديري المدارس أو إسهامات المعلمين والطلبة لتوطيد العلاقة مع أولياء الأمور.

 

نحن الآن أمام مدرسة حديثة، مدرسة المستقبل، التي تعمل في مناخ قاسٍ فهي أمام تحديات والتزامات داخلية وخارجية في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والأدبية والتعليمية والتربوية والاقتصادية للإسهام في تعزيز حياة أفضل للمجتمع. ولا بدَّ لها من مواكبة هذه المتغيرات لبلورة نمط مدرسة حديثة ومعاصرة وتنمية جيل صاعد فاعل وفعال في المجتمع.
 

كما أن المدرسة الحديثة تقوم بتلبية حاجات الأسر من خلال رعاية الطفل قبل وخلال وبعد المدرسة وتعزيز هذه الخدمات وفقاً لحاجات الأسرة (دور المرشد التربوي في المدرسة). ونرى أيضاً بان بعض العائلات تختار السكن الملائم لها بالقرب من مدرسة معينة لسمعتها ونجاحها في المسيرة التربوية والتعليمية.

 

هكذا بدأت تتنافس المدارس بعملية التغيير الشامل وتمتلك عدداً من الخصائص وتعرض خدمات متنوعة وبرامج لم يتم التطرق اليها في السابق مثل (التعليم المتخصص، التعلم عن طريق الكمبيوتر، مختبر اللغات، برامج للطلبة الموهوبين، التعاون الحثيث مع المجتمع المحلي وتبني برامج لاصفية واجتماعية وخيرية وتطوعية متنوعة) .

 

إن هذه التغيرات في البيئة المدرسية وعت التربويين إلى مواجهة جانبٍ جديدٍ هو معرفة المبادئ الأساسية للاتصال الفعال والمعاصر مع أولياء الأمور. فما مدى تطبيق هذه الفعالية في مدارسنا؟ هل نسير نحو التقدم الاتصالي المعلوماتي المعاصر؟ أم نتقنص تقنيات غربية ونترجمها دون تكيفها لبيئتنا ومجتمعنا الشرقي؟ أم ما زلنا في النهج المدرسي التقليدي؟
 

لتوطيد هذه العلاقة ولتعميق الاتصال في المدرسة الحديثة لا بدَّ من الإشارة إلى الأمور التالية:

توطيد حقيقة "الفريق الواحد" ، فعلى الطالب أن يدرك بان المدرسة وولي الأمر على اتصال مباشر ويعملون معاً وباتفاق في سبيل تحصيله العلمي ونمية سلوكه.

 خلق مدرسة "الآباء الأذكياء" من خلال التوعية الأسرية حول الرسالة التعليمية وتوضيح الأهداف التربوية ومدى فعاليتها خصوصاً توضيح معاني وأهداف الالتزامات المدرسية (الواجبات المنزلية، الانضباط، المنهاج الصفي واللاصفي، النشاطات المتنوعة...)

خلق بيئة "المعلم الذكي" من خلال توعية المعلم حول "الأبوة المسؤولة" وزرع الحافز الإنساني في أدائه التعليمي والتربوي.

 توليد الوعي المتزايد والاطلاع على المناهج المدرسية المقرر والجديد والتقنية المستخدمة وإطار عمل المنهاج الدراسي وذلك من خلال اطلاع الأهل على الخطة المدرسية وعمل دورات لأولياء الأمور لهذه المستجدات التربوية.

 توفير الجو التربوي المناسب للدراسة في البيت كي يتمكن الطالب من التفرغ للدراسة في الجو الملائم، وإعفائه من الالتزامات العائلية ليكون عنده المجال الكافي للإبداع في المجالات التربوية والعلمية.
 

هذه الاتصالات الحديثة هي نمط جديد للتعليم والتعلم وتقوم بتوسيع لادوار الهيئة الإدارية والتدريسية ومسؤولياتهم التربوية لتشمل المجتمع برمته فيتكون الفريق التربوي الواحد.

رجوع

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : الأب عماد طوال

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

تاريخ التحديث تشرين الأول 2002

 

تاريخ التحديث نيسان  2009

 

Copyright © 2001 - 2009 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية