عندما ينمو الناس يتقدمون إلى مراحل أعلى من الحكم والاستدلال الخلقي. كما يُظهرون أدلة أكثر على المشاركة والمساعدة والدفاع عن ضحايا اللاعدل. والعلاقة بين الحكم الخلقي والسلوك الخلقي ليست قوية، والسبب لأن هناك عوامل أخرى تؤثر على السلوك، أهمها: الاستدخال Internalization والنمذجية Modeling.

 

تشمل النظريات الخلقية أن يَضبط الكبار سلوك الأطفال من الناحية الأخلاقية، من خلال الإرشاد والإشراف والثواب والعقاب. ثم يستدخل الطفلInternalize  القوانين الأخلاقية لنماذج سلطة الذين يقودونهم ومن هنا يتبنى الطفل إشارات خارجية كأنها خاصته. فإذا كان الطفل قد أُخبر عن أسباب السلوك الخلقي، فإن عملية الاستدخال تحدث أكثر، ويتصرف خُلقياً حتى إنْ لم يكن هناك من يراقبه . ومن هنا فإن توضيح آثار أفعالنا على الآخرين بلغة يفهمها الطفل تساعده على النمو الخلقي.

 

والعامل الآخر الهام في تطور السلوك الخلقي هو النمذجيةModeling  فالأطفال الذين تعرضوا إلى تربية راشد بالغ اهتم بهم ورعاهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر اهتماماً بحقوق ومشاعر الآخرين.

 

الغـش Cheating  

 

أشارت العديد من الدراسات إلى أن سلوك الغش يرتبط بمواقف معينة أكثر من ارتباطه بدرجة الأمانة أو عدلها لدى الفرد. فالطالب الذي يغش بمادة يغش بأخرى، ولكن ربما لن يفكر بالكذب على صديقه يوماً، أو يفكر في سرقة الحلوى من الدكان.

سيغش معظم الطلبة إذا ما واجهوا ضغوطاً لتحسين أدائهم وكانت فرص الإمساك بهم قليلة. وعندما سئل 1100 طالباً عن أسباب الغش، وجدت ثلاثة أسباب عامة تكمن وراء هذا السلوك: الكسل في الدراسة، والخوف من الفشل، وضغوط الوالدين للحصول على درجات عالية. وقد كان الطلبة غير راضين عن سلوك الغش . كما ظهر من الدراسة أن  97% من الطلبة (وهم طلبة إعدادية) قد غش أو حاول الغش ولو مرة.

 

لذلك يجب عدم وضع الطلبة تحت ضغط عالٍ، وأن يركز المعلم على التعليم وليس على العلاقات، كما ظهر أن نسبة الغش لدى الذكور أكثر منها لدى الإناث ولدى طلاب الأقسام العلمية أكثر من طلاب الأقسام الأدبية.  وحتى يتمكن المعلمون كبح سلوك الغش لا بد لهم من التوقف عن الضغط على الطلبة لتحصيل درجات عالية، والتحضير الجيد للامتحانات، ومساعدة الطلبة عندما يحتاجون المساعدة، وتوضيح النتائج القانونية المترتبة على سلوك الغش، وتوفير المراقبة الجيدة أثناء عملية الامتحانات.
 

العدوان Aggression   

 

يجب عدم الخلط  بين  السلوك العدواني والسلوك الجريء، إذ يشير الأخير إلى محاولات الفرد لإثبات حقوقه المشروعة. فالفرق واضح بينهما. فالطفل الذي يقف ويقول: هذه لعبتي. هو مثال على الجرأة في حين أن الطفل الذي يضرب زميله ليأخذ لعبته ، هو مثال على العدوان.

 

تلعب النمذجة دوراً هاماً في تعلم الأطفال السلوك العدواني. فالأطفال الذين ينشأوون في بيوت يسود فيها العقاب بالضرب والعنف العائلي سيستخدمون العنف والعداء لحل مشاكلهم.

 

هذا وقد وُجِدَ أن التلفزيون هو من أهم مصادر النماذج العدوانية. حيث يصرف الأطفال الوقت الكثير في مشاهدة التلفزيون. وقد أشارت إحدى الدراسات بأن هنالك نسبة 82% من الأفلام تشير إلى العنف.

 

يمكننا التخفيف من آثار التلفزيون من خلال التركيز على ما يلي:

تعريف الطلبة بأن الناس لا يتصرفون بالطريقة العدوانية التي يشاهدها على التلفزيون.

تعريف الطلبة بان المشاهد العدوانية التي يرونها على التلفزيون هي مشاهد غير حقيقية.

 

رجوع

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : الأب عماد طوال

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

تاريخ التحديث حزيران 2002

 

تاريخ التحديث آذار  2009

 

Copyright © 2001 - 2009 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية