كثيراً ما ردد المفكر التربوي جون ديوي هذه الجملة بقوله: "لا يتسنى للمدرسة أن تعد طلبة للحياة الاجتماعية إلا متى كان النظام فيها يمثل الحياة الاجتماعية". ويضيف قائلاً: "والطريقة الوحيدة التي تعد الطالب للحياة الاجتماعية هي الاشتغال بإعمال اجتماعية. وإذا قلنا أن الطالب يستطيع أن يكوّن عادات اجتماعية بغير الاشتغال بأعمال اجتماعية فكأننا نقول أن الطفل يستطيع أن يتعلم السباحة وهو يقوم بحركات السباحة على اليابسة وليس في بحيرة ماء".

 

والأسرة هي جزء لا يتجزأ من المجتمع. الأسرة المصغرة هي المدرسة الأولى للعلاقات الإنسانية التي يتعلم فيها أول دروس الحب والكراهية والعدل والظلم. فقد كتب البابا بولس السادس في رسالته الرعوية في تنظيم النسل يقول: "ليس الزواج نتيجة المصادفة ولا ثمرة تطور القوى الطبيعية اللاواعية، أنه مؤسسه وضعتها حكمة الله الخالق لكي يحقق في الناس مقاصد حية. فالزوجان بالعطاء الذاتي المتبادل الذي هو خاص بهما ولا يتعداهما إلى غيرهما، يرميان إلى المشاركة في كيانهما لاكتمالهما الذاتي، في سبيل التعاون مع الله على إنجاب البنين وتربيتهم".

        

هكذا تعد الأسرة في الحقيقة المدرسة الأولى منبع الفضائل الاجتماعية والتربوية. تشكل المدرسة المؤسسة الثانية بعد الأسرة التي تتولى مسؤولية تأهيل الطفل اجتماعياً إلى جانب تأهيله علمياً. فالمدرسة والأسرة هم أقطاب رئيسة في تربية الإنسان الصالح.

        

ومع بداية العام الدراسي الجديد 2003/2004 نذّكر "الأسرة والمدرسة" بحقيقة هو أنه من واجبهم السعي إلى تنمية وتربية هذا الإنسان الموكول إليهم من العزة الإلهية. على المدرسة أن تتحسن وتتطور وعلى الأسرة أن تواكب التطور الفكري والتربوي المعاصر. يقول التربوي فولان "ليس كل تغيير يعني التحسين، ولكن كل تحسين يؤدي إلى تغيير". وهذا يحتاج إلى تقييم ذاتي وجماعي في إطار الجماعات المصغرة ( الأسرة معاً، المدرسة وهيئاتها المختلفة، المجتمع المحلي والمدرسة، الطلبة والهيئة الإدارية والتدريسية...). هدف هذا التقييم هو قراءة واقع المدرسة وبلورة مستقبل المدرسة الحقة. ولكي يتم ذلك لا بدّ من البدء بالداخل على أساس المحبة والمصلحة العامة. وهنا يشير مورتيمور بقوله "إن الأفراد الأكثر ثقة بأنفسهم هم الأفراد الأكثر قدرة على تقبّل النقد وعلى العكس فإن الذين ليس لديهم الشعور بالأمن وعدم الثقة هم الذين يضعون العراقيل أمام تقويم أعمالهم".

 

هذا هو التحدي الحقيقي المدرسة المعاصرة اليوم هو إيجاد الطرق الملائمة لجذب جميع أقطاب العملية التربوية والتعليمية على ظهر السفينة ودفعهم إلى التهيؤ ليصبحوا مشاركين وفعالين في عملية التغيير والتطوير التربوي. فأهلاً وسهلاً بكم في العام الدراسي الجديد؟

 

رجوع

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : الأب عماد طوال

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

تاريخ التحديث  أيلول 2003

 

تاريخ التحديث نيسان  2009

 

Copyright © 2001 - 2009 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية