كتب ابن خلدون يوماً "إنما تبدأ الأمم بالهزيمة من داخلها عندما تشرع في تقليد عدوها". نرى من هذه الجملة باننا امام خطر واقعي وملموس ومعاش يومياً في عصر العولمة اليوم وتأثيره على جميع مجالات الحياة وخصوصاً الثقافية والتربوية مع شباب اليوم.

 

أشارت إحدى الدراسات الميدانية التي تمت لمعرفة التأثير "الاغترابي" على سلوك وحياة الشباب الكوري والتي قام بها (كانغ ومورجان) حيث أشارت الدراسة إلى مدى تحرر الفتيات من التقاليد الكورية وإلغاء بعض السلوكيات الهامة في حياتهم خصوصاً الأخلاقية؟ إلا يوجد هذا الانتقال نتيجة العولمة والإباحية في مجتمعنا العربي وإلغاء قيمنا وأخلاقنا؟ (لنقم بدراسات ميدانية) هكذا تتحقق مقولة الكاتب الفرنسي Rabelai " العلم بلا ضمير ليس إلا خراب النفس  .(Science sans conscience n’est que ruine de l’ame)

 

رغم تعريف "رونالد روبرتسون" بان العولمة هي اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم. إلا أن "مالكوم واترز" يعرفها بأنها كل المستجدات والتطورات التي تسعى بقصد أو بغير قصد إلى دمج سكان العالم في مجتمع عالمي واحد.

 

هكذا نرى الغزو الثقافي والتربوي والفكري الجديد. قديماً كان الغزو العسكري يهدف إلى احتلال الأرض، غزو خارجي لتدمير البنية التحتية الداخلية. أما الغزو الفكري والثقافي فيهدف إلى احتلال العقل، غزو داخلي لتدمير المناعة الذاتية. وسلاحه الفتاك هو الاستقطاب "هيمنة الأمركة" والتبعية "العالم قرية كونية" والتغريب "هجر الهوية العربية". لقد طغى الطابع السياسي والاقتصادي على العولمة إلا أن المرتكز الأساسي والمثير هي التربية والإعلام. لقد احتل العدو الفكري والثقافي الجانب المعرفي في الوجدان العربي. هكذا نرى يومياً العهد الجديد من الاستخراب (الاستعمار) الغزو التربوي. استخراب بخطط تربوية... ثقافة جماعية أمريكية... عولمة من خلال عسكرة العالم أمريكيا... فأين التربية في هذا الانخراط والاندماج. وما هي آلية تفعيل دورها المعرفي والثقافي وما هي وسيلة نشر "الفكر العولمي" إذا وجد حقاً هذا الفكر؟

 

رجوع

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : الأب عماد طوال

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

تاريخ التحديث أيلول 2003

 

تاريخ التحديث نيسان  2009

 

Copyright © 2001 - 2009 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية