في نقطة زمنية مستقبلية موغلة في المستقبل بهذا القدر أو ذاك، ستنعم الغابات براحة أبدية، ويدخل أحد وجوه استغلالها إلى حيز الوقائع التاريخية للجنس البشري، فيقول المؤرخون: «خضعت الغابات لتخريب منهجي من قبل الإنسان السابق للإنسان الافتراضي (هل سينعت بالواقعي؟)، لأنه كان يدون المعلومات في شيء اسمه الورق، والورق هو كذا، وكان يصنع من الخشب...». في الحقبة نفسها، سيقول المؤرخون عنا: «وكان الإنسان نفسه، يخضع المدينة لتنظيم هندسي معقد يستجيب للحركات الكثيرة التي كان يقتضيها قضاء مآربه. وهكذا فلشراء حذاء كان يضطر للتوجه إلى محل مخصص لهذا الغرض، وكم كانت كثيرة أعداد هذه المحلات في كل مدينة، ولسحب النقود أو شراء تذكرة سفر أو شراء محل، الخ. كان يضطر إلى التوجه إلى مؤسسات متخصصة في هذه الأغراض، تسمى وكالات، الخ. وكم كان كبيراً عدد هذه المحلات في كل مدينة، الخ.»... ولنا أن نقوم بجولة خيالية في المدينة التي سيعيش فيها هذا المؤرخ...

 

نحن على عتبة عصر لا يشبه سائر العصور التي عاشها الإنسان، ونعني به عصر ولادة «الإنسان الافتراضي»؛ سيتم سحب البعد الواقعي للإنسان، الذي يحصره في الزمان والمكان، إلى بعد آخر، هو البعد الافتراضي الذي يغرِّبُ هاتين المقولتين. هذا الكائن سيكون مقيماً في الآلة، في الآلة العاقلة، في العالم، سينزل في الأداة المفكرة منزلة الروح، سيقيم بداخلها، بخلاف الإنسان الحالي الذي لازال يعاملها باعتبارها جسما خارجاً عنه، لازال برانيا عنها بقدر ما هي برانية عنه.

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد: الباحث هشام محمد الحرك / مصياف - سورية

 

تاريخ التحديث:  آذار 2003

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية