من أي الصخور تتألف الجبال :

إن الصخور ثلاثة أنواع :

الصخور النارية ؛ وهي التي كانت منصهرة في العباءة الأرضية ثم بردت , ومن أمثلتها الجرانيت والبازلت . الصخورالراسبة ( الرسوبية ) ؛ وهي التي رسبت من الماء في نهر أو بحر , وكثيراً ما يكون وأصلها من الصخور النارية , ومن أمثلتها الحجر الجيري ، والصخور الراسبة وغيرها من أنواع الصخور قد تقع في باطن الأرض تحت الضغط والحرارة , فتتحول عن طبيعتها الأولى , وهي عندئذ تسمى بالصخور المتحولة , ومن أمثلتها الرخام , وهو حجر جيري ( صخر راسب ) خضع للضغط و الحرارة فتحول وتبلور. 

 

والجبال تتألف عموماً من الصخور الراسبة والمتحولة , ولكن قد يدخل في تركيبها صخور نارية كذلك , وهي تقتحمها في باطن الأرض اقتحاماً . 

 

التعرية ونصيبها في بناء الجبال :

ذكرنا من الصخورالراسبة ما ذكرنا , وذكرنا أنها جاءت بها الأنهار غريناً فصبته مع مائها في الأنهار , وفي البحار ترسبت وتكونت منها الطبقات الثقال على مر الدهور.

 

ولكن من أين جاءت  الأنهار بهذه الرواسب , بهذا الغرين ؟

إنها عوامل التفتيت تلعب دورها أولاً في قشرة الأرض الجامدة ، من عالية , ومنها الجبال , ومن سافلة . وأخص هذه العوامل اختلاف درجة حرارة الصخر بين ليل ونهار , وبين صيف وشتاء . ثم الريح تهب فتزيح الفتات ليظهر صخر جديد يتفتت من جديد . ثم ماء المطر يأتي من عل فيحمل هذا الفتات عن الصخر حملاً, ويذهب به إلى الأنهار ومن الأنهار إلى البحار .

إلى هنا تحدثنا عن ظاهرة كلها هدم . ومن هنا تبدأ النظريات تتحدث عن بناء الجبال . وهو حديث يتضمن تراكم الصخر في البحر . وقيام قوى في البحر  تعمل في طبقات الصخر فتلويها وتثنيها فتكسر ما تكسر منها , وفي الركام الناتج , يسقط في البحرما يسقط , ويرتفع عن سطح البحر ما يرتفع , وتلك هي الجبال تُصْنع من جديد . 

 

عوامل التعرية تعمل في الصخر , نراها رأي العين في الظاهر المرئي من سطح الأرض , وعوامل أخرى في بطون الماء , ماء البحر , تعمل خافية ,  لتصنع الجبال من جديد , لاعلى الأعوام والقرون , ولكن على الملايين من السنين . 

 

وعوامل التعرية تعري الجبال فتفقد من مادتها ماتفقد , وعوامل في البحار تعوض الأرض عما فقدت  بظهور جبال في نواح من قشرة الأرض شتى . 

 

ونتحدث ولا نذكر الزمان ,  لأن زمان الأرض ليس كزماننا ... فالقرن من قروننا هو في عمرالأرض وعمر الصخر كلحظة واحدة من عمر رجل أو عمر إمرأة ومن أجل هذا يتراءى دائماً للإنسان أن الجبال أبدية سرمدية , وماهي بذلك . 

 

إن عوامل التعرية تعمل فيها دائماً أبداً . ولولا هذه العوامل لظلت الجبال مؤلفة من صخور حادة الأضلاع قاطعة كالصخور التي وجدوها في سطح القمر , حيث لا تعرية , فلا ماء ولا هواء .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 بقلم المرحوم الدكتور أحمد زكي

بتصرف عن مجلة العربي   

العدد 162 أيار 1972

تاريخ التحديث  أيلول 2004         

تاريخ التحديث  نيسان 2008        

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية