أكادُ أسمعُ العراقَ يذخرُ الرعود
ويخزنُ البروقَ في السهولِ والجبال
حتى إذا ما فضّ عنها ختمَها الرجال
لم تترك الرياحُ من ثمود
في الوادِ من أثر

 


أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر
وأسمعُ القرى تئنّ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيفِ وبالقلوع
عواصفَ الخليجِ والرعود، منشدين
مطر.. مطر .. مطر

 

وفي العراقِ جوعٌ
وينثرُ الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبعَ الغربانُ والجراد
وتطحن الشوان والحجر
رحىً تدورُ في الحقولِ… حولها بشر
مطر      مطر     مطر ....

 

 

أنشودة المطر
تحليل القصيدة

 

ومع ذلك فالشاعر غير يائس من سقوط المطر ، المؤذن بتغيير الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السيئة ، حيث إنه يسمع صوت العراق وأهله وهم يخزنون حزنهم وثورتهم في كل بقعة من أرض العراق ، في انتظار يوم يعصف فيه أهله بكل الطغاة ، ولا يبقون أثراً لهم على ثرى الوطن !

 

 

 

ويتصور الشاعر أن المطر قد نزل على نخل العراق ، وقام هذا النخل بامتصاص كل كميات المطر النازلة ، وهو يتخيل بل ويسمع صوت أنين أهل القرى وشكواهم ، ويرى المهاجرين الذاهبين والعائدين إلى الوطن ، يصارعون بمجاذيفهم وصواري قواربهم عواصف الخليج التي تهب عاتية عليهم آملين بالوصول إلى شط الأمان ، وهم ينشدون للمطر الذي هو عنوان خلاصهم من مآسيهم .

 

ومع إيمان هؤلاء والشاعر معهم بأن المطر سينزل بالتأكيد ، لكن نزوله لن يحل مشكلة الفقر والقهر والجوع ، إذ رغم سقوط المطر ، وجودة مواسم الحصاد للزرع والنخل ، فإنهم سيعانون أكثر من الجوع والفقر ، لأن الخيرات لن تعود على الزراع والحاصدين بل سيجنيها السادة المتنفذون ـ الغربان والجراد ـ ليشبعوا ويزيدوا من ثرائهم ، بينما سواد الشعب ، يحصلون على الفتات ـ حيث يتحلق هؤلاء الناس حول طواحين يدوية تطحن أسوأ أنواع الحبوب الممزوجة بالحجارة والشوائب . ولكن الشاعر يبدي تفاؤلاً جديداً عندما يذكر إصرار هؤلاء البؤساء على الأمل في نزول المطر الذي سيغير بالتأكيد صور البؤس ، ويسحق الظلم .

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ. وليد جابر

 

تاريخ التحديث : أيار 2006

Copyright © 2001 - 2006 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية