أكادُ أسمعُ العراقَ يذخرُ الرعود
ويخزنُ البروقَ في السهولِ والجبال
حتى إذا ما فضّ عنها ختمَها الرجال
لم تترك الرياحُ من ثمود
في الوادِ من أثر
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر
وأسمعُ القرى تئنّ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيفِ وبالقلوع
عواصفَ الخليجِ والرعود، منشدين
مطر.. مطر .. مطر

 

 

 

وفي العراقِ جوعٌ
وينثرُ الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبعَ الغربانُ والجراد
وتطحن الشوان والحجر
رحىً تدورُ في الحقولِ… حولها بشر
مطر      مطر     مطر ....
وكم ذرفنا ليلةَ الرحيل من دموع
ثم اعتللنا - خوفَ أن نُلامَ - بالمطر
مطر    مطر  ....
ومنذ أن كنّا صغاراً، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطلُ المطر

وكلّ عامٍ - حين يعشبُ الثرى- نجوع
ما مرَّ عامٌ والعراقُ ليسَ فيه جوع
مطر     مطر     مطر....

 

أنشودة المطر
جو النص


يبين الشاعر أن الطغاة المستبدين في العراق سيلاقون نفس مصير قوم ثمود الذين أهلكهم الله حين عصوه وكفروا به بريح عاتية لم تبق لهم أثراً ، ويصور الشعب الذي آمن بالحرية وقد خرج من كل مكان ، من السهول والجبال  في العراق مفجراً طاقات الغضب المخزونة في أعماقه ومعلناً ثورته التي تدمر الطغاة المستبدين .






 

 

لتشبعَ الغربانُ والجراد ... الغربان رمز للشؤم والدمار والخراب . والجراد رمز للخراب والنهب والسلب يأكل الأخضر واليابس وقد وقد رمز بالغربان والجراد للمستغلين المتسلطين وأصحاب النفوذ الذين ينهبون خيرات البلاد ويحرمون منها أصحابها شعب العراق.

 

 

يواصل بدر شاكر السياب الدخول في سخونة قضيته:

 في كل عام حين يعشب الثرى نجوع...

 ما مر عام والعراق ليس فيه جوع...

  وكأنما كان السياب يستشعر الاحداث الجسام التي ستقع.

 

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث : أيلول  2004

 

تاريخ التحديث : حزيران 2009

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية