السبل – فنياً ونفسياً

عرض العلاقات  / تقديم

ناقش كيف يساهم العرض الذي اختاره الكاتب في العمل كوحدة متكاملة

 

مساهمة العرض الذي اختاره نجيب محفوظ في وحدة الرواية وتكاملها:

يهدف الكاتب الذين ينتمون إلى المذهب الاشتراكي الواقعي والكتاتب من هذا التيار إلى اختيار شخوص رواياتهم_ الأبطال وغيرهم من الحياة التي يحياها الناس ، فهو من جانب يؤثر في غيره ويتأثر بمن حوله. لذلك نرى أنه اختار بطله بل معظم شخوص روايته من فئة تقع في قاع المجتمع، معظمهم لصوص قست عليهم الحياة، ولم يجدوا أمامهم سبيلا آخر افضل. وهذه الفئة موجودة في المجتمع المصري والغربي، وقد أظهر أن لهذه الفئة أحلامها وأمالها وتعاطفها مع بعضها ، كما أنها من الممكن ، أن نكون في غحدى زوايا قلب كل منهم بقعة مضيئة لو استثمرت لبدلت من شقائهم وعذابهم.

 

لقد عرض الكاتب شخصية البطل والأفراد الآخرين العاديين ، وهم يحملون هممومهم وانكسارهم وأمالهم ، ويمارسون علاقاتهم إلى درجة بكاء القارىء أن يشفق عليهم او يود لو كان بإمكانه مساعدتهم ن لإنقاذهم مماهم فيه.فهم في صراع يبدو احيانا غير شريف – مع زملائهم _ وغالبا مايكون هذا الصراع غير الشريف مع طبقات المجتمع الانتهازية أو الثرية التي لاذنب لها.

 

وقد يتأزم الصراع_ كماهو الحال مع سعيد مهران، غذا هو يقصد على سبيل المثل أن ينتقم ممن تسببوا في شقائه ، لكن الأمور تسير على غير مايريد. ويقتل شخصيتين بريئتين لاذنب لهما ، سوى ظنه بأنهما عدوية ، زوج امرأته ورؤوف علوان ، وعند هذه النقطة تصل درجة تأزم سعيد مهران إلى أعلى المؤشرات ، فلم يعد بعد ذلك يهتم بمصيره، سوى إصراره على القتل :

قتل عدوية غير مبالٍ بانتائج. لقد ساهمت قدرة الكاتب الفنية والنفسية ، على الإمساك بالخط الروائي من نقطة تفاقم الحدث إلى بلوغ المحبطات غلى الذروة، ثم هبوطا غلى نقطة التنوير، والتي كانت نقطة ظلام في حياة بطل الرواية. وقد بدأ التكامل الواضح بين الحدث اومجموعة لأحداث والصراع والتأزم التي قادت إلها الأحداث ، موحية بالمصير الطبيعي الذي انتهت الرواية إليه.

 

أما في رواية مدام بوفاري لجو ستاف فلوبير، وهو رائد من رواد المدرسة الواقعية الاشتراكية، والتي عالج فيها بعض المشكلات النفسية والتربوية، وكانت أهم فضية أراد عرضها ، هي عدم التوافق بين طموحات بطله القصة إيما روو زوجة الطبيب شارل بوفاري، وبين واقعها ، كزوجة طبيب من الطبقة فوق الوسطى. 

 

ومع أن الرواية طالت في رقعتها المكانية، وفي الأحداث التي جرت فيها ،فلم تقتصر على إيما وحدها ، بل شملت أنواعاً مختلفة من الطبقاتالمختلفة الإقطاعيةوالبرجوازية والوسطى والفقيرة، الإ أن أسم إيما لم يغب عن صفحة حتى يظهر في أخرى، فقد بقيت حاضرة بقوة في الرواية، ومعتنامي الأحداث _ زواجها_ وولادة أول طفلة لها، ثم وانتقالها من قرية إلى أخرى، ونززواتها في القرى أو المدى ، فلم تظهر وكانها قد تغيرت ،  وحتى عندما كانت تحاول أن تغير من مسلكها ، كانت تعود في اليوم التالي إلى ماكانت عليه قبل.

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث : آذار 2006

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية