قصيدة فتح عمورية

( أبو تمام )

 

النظرة التحليلية والرأي الشخصي

 

وأخيراً تطرق الشاعر إلى مدح المعتصم بشكل مباشر بالرغم من أنه من بداية القصيدة وهو ماضٍ في مدح المعتصم بطرق غير مباشرة ولكن في الأبيات الأخيرة لجأ إلى إعطاء الفضل في الانتصار والفتح إلى المعتصم بشكل قاطع , موجهاً إليه الصفة الدينية كونه خليفة رسول الله على الأرض ويد الله التي يضرب بها أعدائه ولو أن قائداً غيره قاد هذا الفتح لما حقق النجاح نفسه الذي أحرزه المعتصم كما إن تكراره للفظ الله في أبيات القصيدة شدد على هذا المعنى وقد كانت البطولة الحربية أشمل وأعم فهو يعزو نصر المسلمين إلى قوة وشخص المعتصم وحده بينما لا يتعدى الجيش كونه تحقيقا للحماس والبطولة المتفجرين من داخل هذا القائد المغوار الذي ما إن يسمع الناس باسمه حتى يفروا من ساحة القتال عند علمهم بعزمه على مجابهتهم خوفاً ومهابةً منهم لسماعهم بطولاته وانتصاراته من ذي قبل . كما يقول بأن الله آثر المعتصم لأنه معتصم بحبل الله ويبغى مرضاته وهو بعيد كل البعد عن اللهو فالمعتصم يترك النوم واللذة هرعاً إلى الجهاد في سبيل الله لذا فإن الله يقويه ويضرب به أعداءه. ولا ننسى أن أبا تماما لجأ إلى تعظيم وذكر مواصفات حصن عموريه.

 

لقد استعمل الشاعر في قصيدته أسلوب المبالغة والغلو كثيراً وذلك في سبيل التعبير عن عظمة هذا الفتح ولم يقصر في غلوه على وصف القتال بل زاد على ذلك في وصف القائد المعتصم وفي وصف تغيرات الطبيعة عقب هذه المعركة. كما أنه لم يصف سير المعركة بشكل مفصل بل لجأ إلى تعميم الأمر وعدم الدخول إلأى تفاصيله,ف حول القضية من قضية خاصة إلى قضيه عامه شاملة (الفتح  حسب رأي الكاتب عاد بالخير على كل المخلوقات لأن فيه نصر لدين الله على يد المعتصم ). كما اعتمد على التكرار والتفسير والتأويل كوسيلة للتشديد على أهمية ما يتحدث عنه, كما أن أبي تمام بالغ في وصف قوة ومتانة حصن عمورية وزاد في شرحه على أهميته ليعود ويشير إلى قوة الخليفة المعتصم الذي استطاع فتح هذه البلد بسهولة على الرغم من مناعتها. كما لا يجدر إهمال أبي تمام بإثراء قصيدته بالألوان البلاغية كالوصف, التناقض , الجناس , الطباق والتشبيه .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ. خالد عزايزه     

 

تاريخ التحديث : أيلول 2004

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية