ولئن كانت العاطفة الرئيسية الشائعة في النص كله هي عاطفة الحزن والأسى على مجاهد عربي  ذي مكانة اجتماعية ودينية في قومه ، أهلته لحمل لواء الكفاح ضد من أرادوا احتلال وطنه ، وإذلال شعبه . فإن هذا الأسى وذاك الحزن ، لا يلبثان أن يتشكلا في عاطفة جديدة هي عاطفة الاعتزاز والافتخار بموقف البطل المرثي ، ذاك الموقف البطولي الذي يشكل امتداداً رائعاً للبطولات العربية على مدى عصور تاريخ هذه الأمة . وعبر رموز أبنائها الذين قصروا همهم على الدفاع عن حياضها إزاء الأعداء والطامعين ، والذين لم تقتصر أفعالهم على هذا الجانب وحده ، وإنما كانوا في الوقت ذاته ، يبنون أركان دولتهم و ينشرون حضارتهم وثقافتهم في جميع الأرجاء .
 
كما نلمس عاطفة الحقد والغضب على المستعمرين  الذين نَكَّلوا بأبطال الأمة ، وأبنائها، جلية واضحة في النص .

 

ثالثاً : أسلوب النص

اعتمد شوقي في تصوير المصير الذي آل إليه الشهيد عمر المختار وبقيمة جهاده العظيم في وجه المستعمرين الإيطاليين ، ووصل هذا الجهاد بأعمال الفرسان الأبطال من أبناء الأمة العربية ، عبر حياة الدولة العربية منذ أقدم العصور . فقد عمد الشاعر إلى الاتكاء على عدة أساليب ، من أجل بيان ما يريد فقد لجأ إلى أسلوب التقرير ـ ذكر الواقع كما هو ـ وإلى أسلوب النداء الأقرب إلى الدعاء على الإيطاليين ، ثم استعمال أسلوب الاستفهام الاستنكاري ـ الذي يراد به السخرية من سلوك المستعمرين ولا يُراد به تلقي صاحبه إجابة عنه .
 

ثم عاد إلى استعمال أسلوب النداء والذي هو أقرب إلى تعظيم شأن المنادى ، كما اعتمد التصوير الجميل القريب من الواقع ـ الصحراء وما تحتويه ـ ثم لجأ إلى أسلوب الوصف الأقرب إلى المدح منه إلى الوصف المجرد، والذي يتعلق بالمرثي وبأبطال الأمة الذين كانوا القدوة والمثل لعمر المختار . 

 

 رابعاً : قيمة النص :

النص بطاقة رثاء وذكرى وفاء ، لفارس من فرسان ليبيا الأحرار– يمجد الشاعر فيه مآثر الشهيد ، وتضحياته ويربط ذلك بقيم عربية أصيلة عرفت عند العرب في جاهليتها وإسلامها .

 

وفي المقابل فهو وسط توصيفه للبطل وما صادف من صعاب ووفائه لشعبه وأمته ، فالشاعر يندد بسلوك المستعمر الهجمي واللاحضاري وبالمصير الأسود الذي سيواجهه على أيدي أبناء العروبة .

 

وفي هذا النص اعتزاز بالشهيد ، واعتزاز بالشجاعة العربية .  وتقدير لكل من يحمل راية الذود عن الأرض والشعب.

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ. وليد جابر

 

تاريخ التحديث : آذار 2003

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية