درس تطبيقي : نشيد بلادنا

هارون هاشم رشيد

 

ولد هارون هاشم رشيد في غزة عام 1927 ، وشهد وهو طفل الجنود البريطانيين يدمّرون منزل أهله والمنازل المجاورة في عملية انتقامية ضد الثوار الفلسطينيين الذين قاوموا الاحتلال البريطاني، وهي حادثة تركت أثراً عميقاً في نفسه كشاعر. درس في مدارس غزة وأنهى دراسته الثانوية في العام 1947 ، حصل على شهادة المعلمين العليا . بعد حصوله على الدبلوم العالي لتدريب المعلّمين من كليّة غزة عمل في سلك التعليم حتى عام 1954، ثم عمل بعدها مديراً لإذاعة صوت العرب في قطاع غزة.

 

بعد سقوط غزة في أيدي الإسرائيليين عام 1967 ضايقته قوات الاحتلال الإسرائيلية وأجبرته في النهاية على الرحيل من قطاع غزة.

 

عاصر الشاعر هارون هاشم رشيد محنة الاحتلال ومعاناة الغربة وشاهد بأم عينيه عسكر الجيش البريطاني قبل الاسرائيلي يهدمون المنازل ويقتلون الاطفال والنساء والشيوخ حتى اصبحت تلك المشاهد هي الصورة اليومية لحياة المواطن الفلسطيني.

ومن رحم هذه المحن اطلق هارون هاشم رشيد عهده في النضال حتى آخر بيت شعر،  فتغنى بالشهداء وتفاخر بالمعتقلين الشرفاء، ووقف مع المقاتلين من أجل استرجاع الحقوق الفلسطينية من الاحتلال الاسرائيلي. إن هارون هاشم رشيد من الشعراء الذين التزموا بقضية فلسطين؛ شعره بسيط ومباشر وموزون وجله مبني على شكل الشطرين الموروث يعبّر فيه عن مأساة الفلسطينيين الذين اقتلعوا من أرضهم وبيوتهم، كما يصف عذابهم ومشاعر الفقدان والاغتراب العميقة التي عايشوها عبر السنين.

 

يقول الشاعر هارون رشيد عن نفسه :

" أولاً وأخيراً أنا مواطن فلسطيني لا أختلف عن أي شخص آخر، وأنا للجميع بدون فئات انما شاءت الأقدار والظروف أن أعيش عذابات هذا الشعب فأخذت من مراحله مسميات مختلفة: شاعر النكبة، شاعر العودة بعد نشر ديواني «عودة الغرباء»، أما وصف شاعر الثورة فصدر بعد عملي «الأرض والدم» وأطلقها الشهيد خليل الوزير عام 1967 .

 

ويكفيني أن أكون متواصلاً مع الشعب الفلسطيني الذي عاش مأساة ومعاناة حقيقية واستطاع قدر امكانياته أن يعبر عن تلك العذابات، ولا أريد أكثر من ذلك. كما أنني كأي مواطن فلسطيني لاجئاً وعائداً وثائراً ولكن الشيء الذي اعتز به وأسعد له وأتمنى دائماً أن يتحقق عن قريب هو أن أكون شاعر العودة الذي يتطلع إلى الوطن وأركانه وتاريخه وشعبه".

وللتعبير عن كوامن نفسه ومشاعره تجاه تلك الأمنية يستحضر الشاعر بعض أبيات من الشعر:

شاعر العودة قد كنت

وما زلت إليها انتسب

وهي أعلى ما حملت من الرتب

 

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

إعداد : أ. وليد جابر

 

تاريخ التحديث : نيسان 2003

   

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية