كانَت الدُول تُعنى بالقَادرينَ منْ أبنائِها ، ولا تولِي ذوي الاحتياجات الخاصة رعايةً تُذكَر ، وكأنّها تَرَى غيرَ ذوي الاحتياجات الخاصة أقْدَر على العَملِ والانتاجِ ، وهُم لذلك أحَقُّ بالرِّعايةِ . وبلادُنا تُولي ذوي الاحتياجات الخاصة غايةَ عنايَتها ، سَواءٌ في ذلك مَن فقدَ بصَرَه ، أم نشَأ أصمَّ لا يَسْمع ، أم أبْكَم لا يتكلّم ، أم كانَ ضعيفَ التّفكير ضئيلَ الذكاء ، مُتّخلف العَقلِ . وفيها الآن معاهِد لكٌلِّ طائفةٍ ، فللمَكفوفين مَعاهِد النُّور ، وللصُّم والبُكمِ معاهِد الأملِ ، وللمتُخلِّفين من َ الناحيةِ العقليّة معَاهد الترّبية الفِكريّة وللمُصابين في أطْرافهم مَعاهد التأهيل المهني .

 

وللتّعليم مُستوياتُ ؛ فَمِن ذوي الاحتياجات الخاصة مَن على مُستوى المرحلة الإبتدائية ، ومَن يَتعلّم على مُستوى المرحلةِ الثانويّة ، ومنهم مَن يُظهر تقدّماً فَيُواصل تَعليمه ؛ لِيتّخصص في بعض النواحي الملائمة له .

 

ومِن أهم ما تَمتازُ به هذه المَعاهد : أنّها تَضمُّ أحدثَ الوسائل المعنية على تَعليم كلّ طائفةٍ ؛ ففي معاهِد النور ، وسائلُ لَمسيّة مُتعددّة ، وفي معاهد الصُّم والبُكم أجهزة سَمْعيّة جماعيّة ، وأجهزةٌ بصرّية كالتّلفاز والمَرايا ، وفي معاهِدِ التربيةِ الفكريّة لُعبٌ وأجهزةٌ حسّية تستثيرُ العَقل ، وتدفعه إلى التفكير ، كما أنّ هذه المعاهد تُعنى بالعِلاج النفسي الذي يَتَخطّى بالمعاق محنَتَه ، ويُعيدُ إليه الثقة بِنَفسِه ، ويُقنعُه بنَواحي الذكاء والقدرة الكامنة فيه .

 

ويَجمعُ هذا التعليمُ بينَ المعرفة والتّدريب ، وَيختلفُ البنُون عن البناتِ في ذلك ، كما تختلف كُلُّ طائفةٍ عن غيرها ، فيُدرّب كلٌّ على ما يُلائمهُ ، ويُدفع به إلى الحِرفة التي يُنْتَظرُ منه أن يُجيدها ، كصناعةِ الأثاثِ ، والكِتابة على الآلة الكاتبة ، والتّطريز وغَيرها .

 

وكثيراً ما يخرجُ ذوو الاحتياجات الخاصة من هذه المعاهِد بروحٍ جديدةٍ ، أملِ جديدٍ ، وقُدرة على الحياةٍ لم تكنْ له من قَبلُ .

 

وتغيّرت هذه النظرة ، وظَفرَ ذوو الاحتياجات الخاصة في الدّول الرّاقية بعناية خاصةٍ ، منْ دَوافِعها أنّهم من أبنائها ، وأنّهم يْجتازون مِحناً لا يد لهُم فيها ، وأنّ كثيراً مِنهم يتحوّلون إلى قادرين ، بل نَابغينَ في بعض المجالاتِ ، فكَم مِن ذي إعاقة أصبَح عالماً فذّاً ، أو أديباً مَشهوراً ، أو خطّاطاً بارعاً أو نابِغاً في حرفَته !

 

معاني الكلمات :

رعاية : عِناية واهتمام .

فدّاً : وحيداً في علمه .

تولِي : تَمنح .

مِحناً : مَصائب .

نابغاً : مُجيداً .

ضئيل : قليل .

1 | 2 | 3

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

إعداد وتحرير : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث :آذار  2006

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية