الرجُلُ الذي يَتَخِذُ مَن الحَريرٍ والرِّيشِ جَناحين لَه كانَ  يَعْلمُ السِّر في خِفّة هَذينِ النَّوعَين.. ولا يُمكُن أن يَخفَى عَليهِ صُنعٌُ الذيل.. كًما أنَّه كانَ يَشرحُ للخَليفةِ كيَفيةَ طَيرانِ الطَّيرِ ، ولبِراعَة ابن فِرناس في عِلمِ الفَلك، تَمَّكنَ من صُنعِ هَيئةِ السَّماءِ في بيتِهِ، وخُيَّل للنَاظرِ فيها النُّجومُ والرُّعودُ والبُروقُ والغُيوم.

 

وَتبَعِ ابن فِرناس، عَالِمان عَربِيان آخران، الأول أبو العباس الجَوهرِّي، العَالِم اللغوِّيُ صاحِبُ مُعْجَم (تاجُ اللغة وصِحاحُ العَرَبية/ الصِّحاح) المُتَوَفَّى سَنة 393هـ فَقدْ قَامَ الجَوهَرِّيُ بِتَجْرُبته الفَريدةِ هَذهِ في نَيسابور؛ حَيثُ صَنعَ جَناحينِ مَنْ خَشبٍ وَربَطَهُما بِحبلٍ، وَصَعد سَطح مَسْجد بَلدهِ، وحَاوَلَ الطَيرانَ، أمَامَ حَشدٍ من أبْناءِ مِصره، إلا أنَّ النَّجاحَ لَم يُحالِفُه فَسَقَطَ شَهيدَ العِلم.
 

والعَالِمُ الثاني، لا تَذكُرُ مَظانُ التَّاريخِ اسْمَه، عاشَ هذا العَالِمُ في مَدينةِ القُسْطنَطينية، فَدرسَ التَجاربَ التي قَامَ بِها مَن سَبقَهُ مِنَ الرُّوادِ فَتوصَّلَ إلى أنَّ أجْنِحَة الرِّيشِ لا تَصْلُح لِطَيرانِ الإنْسان، وَرأى أنْ يَصْنعَ أجْنحَة ًمن القُماشَ فَقَامَ بتَجربَةٍ أماَمَ النَّاس، وكانَ مِن بَينهمِ الإمْبراطورُ البِيزنطيُّ كوفينوس ونُخبةٌ مِنَ حاشِيتهِ فحاولَ الطَيرانَ مَن رَأسِ بُرجٍ عالٍ، إلاَّ أنَّ أَمَلهُ تَحَطَّمَ بَعد َأنْ أسْلَم نَفْسَه للريح، حَيثُ إنَّ جَناحَيِّ الخَشبِ لَم يَقوِيا على حَمْلِه، وَكانَ ذلكَ في حُدودِ سَنةِ 1100م.

 

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير: المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

إعداد  المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث أيار 2003

 

تاريخ التحديث شباط 2004

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية