والأُمّةُ قدْ تُمْتَحَن باحتلالِ أَرِضِها فَتُناضِلُ مِن أجلِ الحُريَّةِ حتى تَسْتَرِدَها على المَدى القَصيرِ أو الطويلِ , وَتُمْتَحن باغتصابِ خيْراتِ أَرْضِها وأَرْزاقِ بَنيها فَتَحْتَملُ الجوعَ والحِرمانَ , وَتقْتاتُ من أمَلِها المَرجُوِّ في الخلاصِ . بلْ قَد تُحارب في عَقيدَتِها فيَتَصدَّى الضَّميرُ الشَّعبيُّ لِحمايَتِها بالرَفضِ والتَحَدّي. لَكنها حينَ تُمْتَحنُ بِسَرِقةِ لِسانِها تضيعُ . 
تُمسَخُ شَخْصِيَتها القَوميّةُ , وَتبتر مِن ماضيها وتُراثِها وتاريخِها ثمَّ تَظَلَّ  محكوماً عليها بِأن تَبقى أبداً تحتَ الوِصايةِ الفِكرِيّةِ والوِجْدانيةِ للمُسْتَعمرِ حتى بعدَ أن يجلو عن أَرِضها , يَشُدُها إليه نوعٌ مِن الاستِعْبادِ الفِكرِيِّ , إذ لا تَجِدُ غيرَ لِسانِهِ وسيلةً للنُطقِ والتَعبيرِ , ولا تَلْتَمِسُ في غيرِ مكْتَبَتِهِ زادَها الفِكريِّ والأدَبيِّ والثَقافِيِّ .

بنتُ الشاطئ

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير: المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

إعداد  المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث كانون الثاني 2003

 

تاريخ التحديث شباط 2004

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية