قراءاتٌ إضافية ٌ

 
الأطفالُ والقطنُ في عِزِّ الحَر
بينما كثيرٌ من الصغارِ يتمتعون بالشواطيء والنواديَ نجد الكثيرينَ غيرَهم ينقذون محصولَ القُطن.. الذهبَ الأبيضَ الذي تَعْتَمِدُ عليهِ مصرُ سواءٌ في التصديرِ أو صناعةِ الغزل والنسيج.. هذا المحصولُ يتعرَّضُ كلَّ صَيْفٍ لآفةٍ اسمها دودةُ القطنِ ويستعينُ أصحابُ الحقولِ في انقاذِ المحصولِ بالصغارِِ في القرى حَيْثُ يدخلون بأجسامِهمِ الصغيرةِ وأرجلهم الدقِيقَةِ بينَ أشجارِ القطنِ ويقطعون الأوراقَ التي أُصيبتْ باللطَعِ أي التي باضت فوقها الديدانُ.

ومن النوازل التي طالما نزلتْ بالناسِ في بعض السنين: أن تأكُلَ (الدودةُ) القطنَ، ولا تبقي منهُ شيئاً يُجْنَى منه محصولٌ، وهذه كارثةٌ كبيرةٌ على الفلاحين. فالقطنُ هو (الذهبُ الأبيضُ) الذي يترقبُ الناسُ محصولَهُ بفارغِ الصبرِ، ليدفعوا منهُ الأجورَ، ويقضوا الديونَ، ويوسعوا على أنفسهم بَعضَ الشيءِ.

وَأَفْدَحُ ما تكونُ هذه الكارثةُ على المستأجرينَ للأرضِ، الذين لا يرحَمُهُم المُلاّكُ، فيضعوا عنهم الأجرةَ كلَّها أو جُلَّها، رأفةً بهم، وقد أمرَ النبي صلى اللهُ عليهِ وسلم في مثل هذه الحال بوضع الحوائج، ويقصدُ بالحوائجِ: الآفاتُ التي تنزلُ بالزرعِ أو الشجرِ، فَتُهْلْكَهُ، وَتُذْهِبَ بثمرتهِ. والواجبُ على الناسِ أن يتواسوَا في هذه الحالِ: فيخسرُ المالكُ الأجرةَ، ويخسرُ الفلاحُ جُهْدَهُ وَتَعَبَهُ. أما أن يخسرَ الفلاحُ جهدهُ، وَيُكَلَّف بدفعِ الأجرةِ، فهذهِ قسوةُ، وهذا جُوْرٌ لا يرضاه اللهُ تعالى.

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير: المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

إعداد  أ. وليد جابر

 

تاريخ التحديث كانون الثاني 2003

 

تاريخ التحديث شباط 2004

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية