البيوت هي المنابع التي تقذف بالأبناء إلى أحضان المجتمعات الإنسانية، وهي المغاور التي تتدفق منها الأنهار بالأفكار الخلاقة التي تحقق المخترعات، وبالعقائد الثابتة التي تجترح المعجزات. وبقدر ما يحتضن الإنسان منابعه بالمحبة والتطهير بقدر ما يحقق لمجتمعه وعالمه الخير والنماء، ويعلو به من مستنقعات الظلمة إلى آفاق الضياء، ذلك هو الإنسان المبدع الذي ينطلق من كل بيت – على تنوع البيوت  ليعود إليها بنور مصباح جديد يشع الهناء والسعادة والاطمئنان. فمن الذي يبدع هذا الإنسان؟ ومن الذي يهندس شخصيته بحيث تكون جديدة وحرة؟؟ لا ريب إن الأسرة هي التي تبدع وتهندس عقول أبنائها لتحملهم إلى السعادة، وتصور المعنى المستقبلي لهم، وتوجه طاقاتهم في سبيل القيم المثلى التي تدعو إليها الرسالات السماوية..

 

إن مستقبل البشرية يتوقف على الأسرة التي تتكون من الأب والأم والأبناء، فهي المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الإنسان المبادئ الأولية الحاسمة للنظام الأخلاقي المتعلق بالحق والخير، والتضحية والعطاء، والمسامحة والمحبة. فهذا النظام الأخلاقي هو الذي يوحد بين خير الجماعة والفرد، ويحدد العلاقة بينهما على أسس من الأمانة والإخلاص، والصدق والشجاعة، والصبر والمشاركة والمسؤولية، وهو الذي يقود المواطنين جميعاً في طريق الحق إلى المواطنة المستنيرة، فبناء الروح الصالح يصلح كل مظاهر الحياة، أليس الجسد البشري جميلاً مشوقاً ما دامت الروح فيه؟ أليس الجسد البشري جيفة مرذولة إذا فارقته الروح؟

 

        إن الظلم يبسط أجنحته السوداء على عالمنا، وهذا ما يقلق الحب الإنساني، والضلال يقود حضارتنا الحديثة وهذا ما يثير فطرة الهداية، والتزوير يحول حقيقة الإنسان وهذه الطاقة الكبرى، إذن ما نفعُ الإنسان من امتلاكه العالم وقد خسر نفسه؟

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : الأب عماد طوال

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

تاريخ التحديث أيلول 2005

 

تاريخ التحديث نيسان  2009

 

Copyright © 2001 - 2009 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية