لعل ما ينطبق على الحفرة ينطبق (بوجه عام) على كل نشاط آخر فإذا أقدم عليه  الطفل لأنه يريد تحقيق أهداف مقررة أو محددة أو مطلوبة منه سلفاً فإن نشاطه   يكون محدوداً بحدود الأهداف المقررة أو المرسومة لأن انتباهه سوف يتركز على  أشياء  بعينها . وقد يجعله ذلك يتعرض للفشل والإحباط ، فقد لا يجد المسمار الضائع، أو قِطع  الصخور المطلوبة. لكنه إذا حفر من أجل الحَفْرِ فإنه يشعر بالمغامرة  المستمرة . كما يكون احتمال الفشل غير وارد أبداً .

 

وهكذا نرى أن حفر حفرة هو بحد ذاته تجربة مثيرة للأطفال لا حدود لها لأنها تشكل سلسلة غير محدودة من التجارب ، إن الحفر يسرني مثلما تسرني طريقتي في النشاط التي تملؤني بشعور المغامر والمكتشف . إن التجارب المفتوحة تفتن ألباب الأطفال ، لأن نتائجها غير معروفة سلفاً لديهم .

 

وكمعلم كنت أشعر بأن نشاطي محدود ورتيب عندما أرتب الدرس بحيث أصل إلى غاية معينة سلفاً ومع أن ذلك ليس شيئاً سيئاً مادام يسير سيراً حسناً إلا أن له بعض الأضرار التربوية ، فعند ذلك يكون نشاطي محدوداً وفشلي سهلاً. لكنني كنت أتدفق حيوية ونشاطاً عندما كنت أتناول المكعبات الملونة التي على الطاولة أمامي وألعب بها مع الأطفال بجدٍّ .

 

ففي كل مرة كنا نكتشف شيئاً مثيراً وفريداً ، وكنت كلما آخذ الأمر بجدية أكثر أشارك الأطفال باللعبة بكل جوارحي. إن ذهني يعملُ ويدي وكذلك عينيَّ وأذنيَّ ومشاعري كلها . بل وأكثر من ذلك : كنت أتخيل بأن المكعبات تعمل أيضاً فالأشكال تتكون، والأنماط تنبثق، والسلاسل تبرز ، والخيالات المجنَّحة تولد .

 

وبهذه الطريقة كنت أشجع الأطفال من حيث لا يشعرون بمشاركتي اللعبة أو بتقليدي بها . أنه لمهم جداً عندي أن ألعبَ وألاحظَ لا أن أكتب ملاحظات ، وقد صرت أؤمن بأنني إذا رتبت نفسي للتعليم فلن أتعلَّم أبداً بينما إذا رتبت نفسي لأتعلم أجدني في كل مرة أُعلم جيداً .

 

عن ولي كلفلين Willy Clafline

 

رجوع

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : حسني عايش

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

تاريخ التحديث حزيران 2002

 

تاريخ التحديث آذار  2009

 

Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية