ثم قيض الله للبشرية علماء أفذاذ عاشوا في ظل الحضارة الإسلامية برعوا في كافة العلوم وأعطوا من جهدهم الكثير ، وعلى الرغم من كونهم لم يبدوا اهتماماً كبيراً بمفهوم الذرة إلا أنهم أضافوا بعداً جديداً للعلم وهو البعد الحسي ، فقد آمنوا جميعاً بأهمية التجريب للوصول الى الحقيقة . 

عاد مفهوم الذرة للظهور في القرن التاسع عشر بعد أن أصابه الإهمال والنسيان وذاب في غياهب المجهول ، إلى أن جاء دالتون وأزاح عن مفهوم الذرة غبار النسيان وآثار الجفوة والخصام ، ويأتي بعده أفوجادرو ليضيف الى الكيمياء مفهوم الجزيء ، ومع اكتشاف الكهرباء والبطاريات يستخدم فارادي هذا الكشف العلمي ليبرهن على الطبيعة الكهربائية للذرات ، وباختراع مضخات تفريغ الهواء تمكن العلماء من الحصول على الأشعة المهبطية ، وقرينتها أشعة القناة ، ليتم بذلك اكتشاف كل من الالكترون والبروتون ، وباكتشاف بيكريل لظاهرة النشاط الإشعاعي برهن العلماء على كون الذرة مركبة من دقائق أصغر ، ويعمد رذرفورد على استغلالها في وضع نموذج للذرة يشبه إلى حد بعيد النظام الشمسي . 

ويأتي دور بلانك ليضع الإساس لميكانيكا الكم ، والتي أدت الى فهم أوضح للذرة  ، ومن دراسة أطياف العناصر تم اكتشاف مستويات الطاقة في الذرات والتي حدت ببور لعمل نموذج لذرة الهيدروجين ، اعقبه شرودنغر في إدخال مفهوم المستويات الفرعية والأفلاك ، ويختم شادويك أعمال سابقيه باكتشاف الجسيم الرئيس الثالث في الذرة وهو النيوترون .

 والآن وبعد هذه العجالة ، إذا كنت راغباً بمعرفة مراحل تطور المادة والذرة كما كنت أنا من قبلك ، وإذا كنت مهتماً بالكيفية التي كان يفكر بها من كانوا قبلنا ؛ فاحمل فأرتك واتبعني .

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

إعداد : أ. أحمد الحسين

 

تاريخ التحديث : 6 تشرين الأول 2002
تاريخ التحديث : حزيران 2008

 

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية