الأيتام بين الرعاية الأسرية والرعاية المؤسسية

 

ومما يؤكد ذلك نتائج الدراسات العربية السابقة: ففي الدراسة التي أجريت في المملكة الأردنية الهاشمية بتكليف من مكتب الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونسيف) ووزارة التنمية الإجتماعية حول " تقييم مؤسسات رعاية الأطفال ومراكز تدريب الأحداث" بهدف الوقوف على بنية تلك المؤسسات من حيث أهدافها ووظائفها وبرامجها واحتياجات الملتحقين بها، ومدى تلبيتها لهم، لوحظ في تلك الدراسة:

 

أن اهتمامات مؤسسات الرعاية يرتكز على القيام بالإجراءات الروتينية وتقديم الخدمات التي تلبي الحاجات الأساسية للنزلاء وعدم اهتمامها بخصائصهم العمرية وخصائصهم النفسية، وافتقارها إلى خطة توضح للعاملين الأسس التربوية والنفسية الواجب اتباعها في التعامل معهم، وافتقارها كذلك إلى برامج تؤهلهم لمرحلة الشباب بعد خروجهم منها وأن عدداً قليلاً من تلك المؤسسات يدعم الأطفال أكاديمياً ومهنياً.

 

وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسات أخرى، ففي دراسة أجريت في الأردن عام 2000 على دار رعاية للأطفال الذكور تبين من نتائجها قلة برامج تدريب الأطفال الذكور على المهارات الحياتية وأن أفراد عينة الدراسة يحتاجون إلى قدرة أكبر في التعبير عن أنفسهم بطرق إيجابية وحل مشكلاتهم أثناء الإندماج مع أقرانهم ... إلخ.

 

ومما يدعم هذه النتيجة تقاطعها مع دراسات عربية أخرى منها دراسة أجراها الدكتور أحمد الأنصاري على عينة من أطفال دار الرعاية في البحرين عام 2004؛ حيث بينت النتائج تكرار الفشل الدراسي للكثير من الأطفال نزلاء المؤسسة الإيوائية  محل الدراسة وقد عُبّر عنه بأوصاف مختلفة مثل: قلة الرغبة في التعلم ووجود سلوكيات لا تتناسب مع الضوابط المدرسية، وقلة المهارات الأساسية في اللغة والاستيعاب والتذكر، وقد عزا الباحث نتيجة الفشل الدراسي لوجود عوامل منها: العامل البيئي الناتج عن العيش في مؤسسة اجتماعية إيوائية ومنها عوامل تتعلق بالمدرسة نفسها وطريقة تعاملها مع خصوصيات هذه الفئة.

 

(الأطفال مجهولو الهوية في دول مجلس التعاون، سلسلة الدراسات الاجتماعية والعمالية، العدد 42، يناير 2005)

 

وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسة مسحية غير منشورة عام 2008 أجراها كاتب المقالة على أحد دور الرعاية للذكور الكبار ممن هم على أبواب التخريج من دار الرعاية والتي هدفت إلى رصد احتياجاتهم الإجتماعية والنفسية والأكاديمية والمهنية ومهاراتهم الحياتية، وحصر التشريعات الوطنية والقوانين والأنظمة المتعلقة بهم بغية تحديد احتياجاتهم وقد أشادت نتائجها إلى وجود التسرب المدرسي وتدني التحصيل الدراسي عندهم، وبينت نتائج هذه الدراسة أيضاً وجود ضعف عند أفراد العينة في امتلاك المهارات الحياتية (مهارة الحياة البيتية Home Life) ووجود ضعف شديد في المهارات الإجتماعية والشخصية (مهارات التواصل والاستماع والاحترام ومراعاة مشاعر الآخرين والتعامل مع الضغوط وحل المشكلات أثناء الاندماج مع الأقران والمجتمع ... إلخ) .

 

1 | 2 | 3

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : الأستاذ علي عباس

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

تاريخ التحديث :  نيسان  2010

 

الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved