دار المعلمين

الجمعة في 26 / 3 / 1920

 

انقطعت عن الكتابة نحو خمسين أشهر لانهماكي في أمر المدرسة – دار المعلمين .

وقد مرت بي حوادث كثيرة كان يجب أن أحرص على تعليقها في يوميتي هذه أشير إلى بعضها هنا على وجه الاختصار :

منذ توليت إدارة المدرسة لم أكف عن بث روحي في الطلبة . أطلقت الحرية ، كبرت النفوس ، أنهضت الهمم ، وسعت الآمال ، قويت الإدراك ، عودت التلاميذ أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم .

 

أنشأتُ لهم جمعية للمحاضرة وإلقاء القصائد كانت تنعقد بعد ظهر يوم الخميس من كل أسبوع .

أنشأت لهم مجلة نصف شهرية باسم "الجوزاء" كان التلاميذ يتولون كتابتها بأنفسهم .

أنشأت لهم جمعية إصلاحية وكّلتُ إليها حل المشاكل التي تقع في المدرسة بدون أن يتداخل فيها أحد من الأساتذة .

أنشأت لهم جمعية اقتصادية أرصدت وارداتها للمجلة وشراء بعض الكتب ولوازم الألعاب الرياضية .

أنشأت لهم جمعية إدارية للاهتمام بإدارة المنزل والمشارفة على العنبر والمطبخ .

أنشأت لهم مكتبة جمعتُ فيها بعض الكتب المهمةوحثثت التلامذة على المطالعة .

 

وكان التلامذة بعد العشاء كل يوم يقرأ منهم اثنان أو أكثر على البقية من تلك الكتب ما يقع عليه اختيارهم بعد الاستعداد تمريناً لهم على القراءة وتوسيعاً لمعلوماتهم .

 

أشربت التلامذة روح النشاط وعوّدتهم الاستحمام بالماء البارد وجعلت أحد الأساتذة يمرنهم على حركات رياضية كل صباح قبل الفطور .

 

هذا من جهة التلامذة وأما الأساتذة فقد جعلت أنشطهم وأشجعهم وأرشدهم . وأما الخدمة فقد رفعت من شأنهم وجعلتهم يشعرون أنهم يشتغلون لأنفسهم . والخلاصة فقد كنا مثل أسرة واحدة نتعاون معاً على الحياة .

 

تركت المدرسة في أول شهر آذار وجئت إلى بيتي الجديد الذي استأجرته من دير الروم ، وهو واقع بجانب طاحونة الهواء في "راتزبون" .

 

ذهبت إلى نابلس للتفتيش من 14 آذار إلى 23 منه . تفقدت المدارس كلها وعلمت في بعض الصفوف وامتحنت التلامذ في العربية والحساب وألقيت محاضرات عديدة كان لها وقع حسن .

 



 

الأحد في 28 / 3 / 1920

 

... زارني بعد الظهر معروف أفندي الرصافي وعادل أفندي جبر وإسعاف أفندي النشاشيبي وجورج خميس وبعض تلاميذ دار المعلمين .

 



 

الاثنين في 29 / 3 / 1920

 

وضعت تقريري عن زيارتي لنابلس ، قسمته إلى ثلاثة أقسام : الأول ذكرت فيه الأعمال التي قمت بها . والثاني ضمنته اقتراحاتي على مديري المدارس في نابلس ، والثالث ذكرت فيه ملاحظاتي .

 

شرعت في تأليف عدة كتب مدرسية في القراءة والصرف والنحو والأساليب .

 



 

الثلاثاء في 30 / 3 / 1920

 

كل يوم بعد الظهر نحو الساعة الرابعة نجتمع في حديقة الأمة بجانب العمارة الروسية . لا يقل عدد المنتظمين في حلقتنا عن عشرين وتارات يزيدون ، ومنذ جاء سليم سركيس إلى القدس جعل يحضر اجتماعاتنا وأكثر أبحاثنا في العلم والأدب .

 

رجوع


اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

المصدر : كتاب كذا أنا يا دنيا ، تأليف المربي المرحوم خليل السكاكيني

تاريخ التحديث: آذار 2002

 

تاريخ التحديث: آذار 2011

Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية