بقلم : د. باري وليز Barry Willis

التعليم عن بعد : الأولوية لنوعية البرنامج الأكاديمي وليس للتكنولوجيا :

إن اختيار التكنولوجيا أمراً سهلاً بالمقارنة مع ما يتطلبه تصميم وتطوير وتطبيق برنامج أكاديمي فعّال . إن معدّي البرنامج الناجحين هم الذين يوفروا موارد كافية لرعاية وتطوير المدرسين المبدعين والمهتمين الراغبين في النجاح في مشروع التعليم عن بعد . 

 

إن خبرات توصيل التعليم التي تعتمد كلياً على التكنولوجيا ، دون المشاركة اليومية من قبل مدرس ماهر وواعٍ ، قد تولد اهتمام أَوَلِي لدى الطلاب . لكنهم لن يكونوا قادرين على المحافظة على نفس المستوى من الاهتمام في البرنامج التعليمي ككل ، إن لم يتواجد تصميم ملائم للمادة ، واهتمام مركز من المدرسين ، بالإضافة إلى جاهزية الطالب نفسه .

أهمية الإدارة الناجحة في استخدام تكنولوجيا التعليم :

إن اللحاق بالتكنولوجيا معركة لا تنتهي ومليئة بالتوقعات التي لا سابق لها . ولنَنْظُر إلى الضغط الناجم عن محدودية المصادر ، والحاجة إلى التخطيط الدائم للمستقبل مع المعرفة بأن التكنولوجيا التي يتم تطبيقها اليوم هي غالباً على الطريق لأن تصبح بالية .

 

إن أفضل شئ يمكن قوله عن إدارة التكنولوجيا هو أن أحداً ما يجب أن يفعل ذلك ويفعله بشكل صحيح . فدون وجود مهارات إدارية متميزة، وقدرة عالية على الاحتمال ، فإن مهمة الإداريين مهمة مستحيلة .

 

فعالية التعلّم عن بعد ترتبط باستخدم تكنولوجيا التفاعل :

إن الافتقار إلى تفاعل شخصي ما بين الطلاب ومع المدرسين بشكل فعّال ، إلى جانب عدم تنظيم عملية التغذية الراجعة هي من نقاط الضعف المحتملة والأساسية في التعليم عن بعد . وبالعكس فإن الحاجة إلى تفاعل متبادل فعّال ما بين الدارسين عن بعد يقدم فرصة عظيمة لإستعمال التكنولوجيا بشكل مبدع . والواقع فإنه سواء كان التفاعل المتبادل ما بين الأستاذ والطالب أو ما بين الطلاب أنفسهم فإن التعلّم يزداد عندما يتم إستعمال التكنولوجيا لتأمين التواصل وتحسينه .

 

غالباً ما يتطلب التعليم الفعّال أن يقوم معلماً متفرغاً كلياً ، بوضع وتأسيس الإطار التعليمي ، حتى عندما يكون الجمهور المستهدف هو من الراشدين ذوي الحماس الكبير . كما أن التعلّم الذي يتم ما بين الطلاب دون وجود مدرس هو أيضاً ذو أهمية كبيرة . وفي معظم بيئات التعليم عن بعد فإننا نجد أنه من الصعب على الكثير من الطلاب الحفاظ على علاقة مستمرة مع المضمون التعليمي ، وبإمكان الطرق الكفيلة بإيجاد أماكن تعليمية ووصلات تكنولوجية تجمع الطلاب البعيدين معاً ، بإمكانها أن تملأ الفجوات ما بين الشئ الذي يتم تدريسه والشئ الذي تم تعلّمه .

 

التعليم وجهاً لوجه ما زال وسيلة توصيل فعّالة لدعم الدورات التعليمية التي تتم عن بعد وذلك عندما يكون ذلك ممكناً :

 يعتقد الكثيرون أنه لا توجد حاجة للتعليم وجهاً لوجه في الحلقات الدراسية التي تتم عن بعد . أن بعض أفضل هذه الحلقات الدراسية تحتوي على بعض الأجزاء الأساسية ، التي يتم فيها التواصل المباشر ما بين المعلمين والطلاب بشكل فردي ، أو في مجموعات صغيرة أو مع جميع أعضاء الصف . 

 

قد يكون من المستحيل لأسباب طبيعية جمع المعلم والطلاب معاً .  وقد لا يتم اعتماد اسلوب التواصل الشخصي إذا كان غير عملي أو ليس ذا أهمية من حيث القيمة التعليمية . لكن إذا كان التفاعل الشخصي ما بين المعلم والطلاب يعتبر جزءً مهماً من الحلقة الدراسية ، فإنه من المهم أن يتم اللقاء كمجموعة في بدايات الفصل قدر المستطاع . ولقد أكد عدد من المدرسين ذوي الخبرة العاملين في مجال التعليم عن بعد أن مستوى إرتياح الطلاب بالنسبة لاستعمال التكنولوجيا يزداد بوضوح إذا تم لقاء ما بين الطلاب والمدرّس في بدايات الحلقة الدراسية ، بحيث يكوّنوا علاقات عمل شخصية .

 

العديد من المدرسين يشعرون بالارتياح عندما ينضم طلاب دارسون عن بعد من مؤسسات أخرى إلى حصصهم ، ولكنهم لا يحبون قيام طلابهم بأخذ دروس من مدرسين في مؤسسات أخرى :

 تؤدي هذه المسألة إلى أوضاع غير مريحة تتخبط فيها مشاريع التعليم عن بعد وإلى محدودية نجاح الشراكات الإستراتيجية المعتمدة على التشارك في الهيئة التدريسية . إن أفضل الشراكات تتشكل عندما تتحدد حاجات أكاديمية معينة وعندما تتواجد خبرات في داخل المؤسسات التعليمية. وفي هذه الحالات لا تعتبر المنافسة من  العوامل المهمة حيث تتم الفائدة لكل من المؤسسات المرسلة والمستقبلة. إن التحالفات الأكاديمية الحقيقية قد أثبتت أنها نادرة الوجود وهي الاستثناء لا القاعدة ، رغم أنها الدافع الرئيسي المؤسس للبداية الأولية لجهود التعليم عن بعد .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net  تاريخ التحديث:  تشرين ثاني 2003
   

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية