5ـ حماية الشبكة من التخريب والسرقة:  تعد حماية الملكية الشخصية من أهم الواجبات الأخلاقية الاجتماعية، فمنذ حمورابي وفي جميع الديانات السماوية نجد أمراً واحداً يأتي في المقدمة لا تسرق، ولا تقتصر  حماية الشبكة على الملكية الفكرية، بل إنها تشمل أيضاً الأموال العامة والخاصة التي يجري تداولها بمئات ملايين الدولارات كل يوم، بل كل ساعة على الشبكة، ويشمل ذلك مواقع المصارف العالمية التي تتعرض أحياناً للاعتداء، كما يشمل المواقع والمعلومات التي تم تحميلها بكلفة باهظة فيتم تخريبها دون أي سبب معلوم، كما يشمل ذلك حماية نظم المعلومات الإدارية من التخريب، وكل ذلك يحمل المجتمع الرقمي العالمي مسؤوليات أخلاقية متزايدة ، وإزاء كل هذه المشكلات المتفاقمة والخطيرة، والتي لايمكن أن تحسم بقانون أو تشريع، حتى لو أقرته معظم دول العالم ومجلس الأمن في الأمم المتحدة والجمعية العمومية، ولايمكن لأي حل أن يكون وافياً وشاملاً بقدر قوة الإقناع والالتزام الطوعي بأسس واضحة يقرها جميع المشتركين ويعملون معاً على ترسيخها ونشرها، فإننا ضمن هذا الإطار نقترح بعض الأسس التي يمكن تضمينها في ميثاق أخلاق مجتمع المعلومات نوجزها فيما يلي:

ـ إن الحفاظ على شبكة المعلومات العالمية من التلوث بالنصوص والمشاهد المسيئة للمجتمع يشكل هماً مشتركاً لجميع مستخدمي الشبكة وهم بذلك يتحملون المسؤولية الأخلاقية الجماعية للحفاظ على الشبكة نظيفة ومفيدة للجميع .

 

ـ تعد شبكة الإنترنيت مجتمعاً عالمياً مشتركاً لكل سكان الأرض، وإن من يبدأ بثقب هذا القارب إنما يسيء لنفسه بقدر إساءته إلى الآخرين، فكما يستطيع هو أن يخرب مواقع الآخرين أو يعتدي على ملكياتهم أو يتجسس عليهم، كذلك يستطيع الآخرون أن يقوموا بالشيء نفسه، وبالنتيجة يتدافع المستخدمون نحو نهاية محتومة لهذه الشبكة، ولذلك يتحمل المشتركون جميعاً مسؤولية أخلاقية جماعية، وهذه المسؤولية لاتنحصر فقط بالامتناع عن إيذاء الشبكة، بل وبمنع من يحاول ذلك من خلال نشر الوعي حول الأهمية الأخلاقية للسلوك الشخصي والجماعي في شبكة الإنترنيت .

 

ـ من أهم المبادىء الأخلاقية لمجتمع المعلومات الرقمي العالمي المتصل بالشبكة تحويل هذه الأداة الجديدة للمجتمع الجديد إلى أداة للحوار والتفاهم والعمل والعلم والتبادل الاقتصادي والمعرفي بما يحقق الفائدة المشتركة للجميع ويتطلب ذلك دعم الشعوب الفقيرة من أجل تحقيق الإستفادة المثلى من الشبكة العالمية، كما يتطلب ذلك دعم الشرائح الاجتماعية المعزولة عن التقنيات الحديثة بهدف دمجها بالشبكة تحقيقاً لمبدأ الفرص المتساوية للجميع في مجتمع المعلومات العالمي .

 

ـ إن وجود الشبكة العالمية بصفتها مجتمعاً رقمياً عالمياً يجب ألا يمس الوجود القومي لشعوب البلدان النامية، ولايعرض مصالحها وثقافاتها للخطر، ذلك أن الحفاظ على ثقافات شعوب البلدان النامية ومصالحها الاقتصادية يعد مصلحة عليا مشتركة للبشرية، كما يعد في الوقت نفسه واجباً أخلاقياً جماعياً لسكان الأرض، وعلى الأخص للبلدان المتقدمة تجاه البلدان النامية .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

إعداد: الباحث هشام محمد الحرك

 

تاريخ التحديث: أيلول 2003

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية