الظلمة والدود الفرّاس بألم فم

يمتدّ أمامي في أقصى أركان الدنيا .في بحر أو وادٍ أظلم , أو جبل عالٍ

لسعيت إليه على رأسي أو هدبي أوظهري

وشققت إلى ستر دربي ,ودحوت الأبواب السودا

وصرخت بوجهه موكلها:

لِمَ تترك بابك مسدوداً؟

ولتدع شياطين النار

تقتّص من الجسد الهاري

تقتص من الجرح العاري

ولتأت صقورك تفترس العين وتنتهش القلبا

 

 

 

 

 

فهنا لا يشمت بي جاري

أو تهتف عاهرة مرت في نصف الليل على داري :

" بيت المشلول هنا .أمسى لا يملك أكلاً أو شرباً

وسيرمون غداً بابنتيه وزوجته درباً

وفتاة الطفل إذا لم يدفع متراكم إيجار"...

 


 

 


انثرني ويك أباديدا

وافتح بابك لاتتركه أمام شقائي مسدودا

ولتطعم جسدي للنار ...

 


 


الرحلة الى القبر:
 

 انتهى الأمل بعد أن طال الأمد ولاشفاء ,ولاحلم بشفاء :
يقول السياب:

\ 

 

 

 

 

 

 

 

 

لقد انتهى كل شيء في حياة الشاعر , ولم يعد له غير أن يعد الأيام القليلة الباقية بينه وبين القبر. حتى الشعر لن يقول منه  بيتاً بعد الآن , ولن يشمت به أحد....

\ 

 

 

 

 

 


آخر افكاره   - وهو على عتبات الإحتضار _ تذهب إلى أسرته التي تركها للفاقة والجوع والقلق
على المصير ,ولشماتة الشامتين . فيا لعذاب روحه ! وها هو ذا يصرخ صرخته الأخيرة في وجه الموت :

\ 


وفي 24/12/ 1964 جاء الموت ينثر جسمه أباديد , كما أراد ,ولكن ليكتب اسمه بعد ذلك بين أعظم شعراء الألم .


 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

المصدر بتصرف : الدكتور عيسى الناعوري - مجلة العربي العدد 27 كانون أول 1981

تاريخ التحديث : أيلول  2004

 

تاريخ التحديث : حزيران 2009

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية