رنين المعول الحجري يزحف نحو أطرافي

سأعجز بعد حين عن كتابة بيت شعر في خيالي جال

...وأسفح نفسي الثكلى على الورق

ليقرأها شقيّ بعد أعوام

ليعلم أن أشقى منه عاش بهذه الدنيا

 
 

وبقيت أدور حول الطاحونة من ألمي

ثوراً معصوراً , كالصخرة , هيهات تثور

 والناس تسير إلى القمم

لكني أعجز عن سير – ويلاه – على قدمي وسريري وسجني , تابوتي , منفاي إلى الألم و إلى العدم  !!!





 

وأقول سيأتيني يوم من بعد شهور

أو بعد سنين من السقم

أو بعد دهور,

فأسير , أسيرعلى قدمي

عكّاز في يدي اليمنى

عكّاز ؟ بل عكّازان

تحت الإبطين يعينان

جسماً من الأوجاع يفنى

طللاً يغشاه مسير دم

وأسير ..أسير على قدمي ؟!

لو كان الدرب إلى القبر


 

 

كتب السياب وهو في المستشفى الأميري بالكويت ( 14 / 8 / 1964 ) ، قصيدة كان عنوانها

 ( المعول الحجري) , يقول فيها :

\ 

 


 

 

وآخر قصيدة كتبها السياب كانت بعنوان ( عكاز في الجحيم ) ,وقد كتبها في المستشفى الأميري في الكويت بتاريخ 22/11/ 1964. قبل وفاته بشهر واحد, فقد توفي في المستشفى عينه بتاريخ 24/ 12/1964.

ويقول السياب مصوراً شلله الطويل :

\ 

 

 

من مستشفيات بيروت   - حيث بدأت مأساة الشلل في حياة السياب - إلى لندن  , إلى باريس , إلى العراق , إلى المستشفى الأميري في الكويت , سلسلة من الآلام طويلة , من عام 1964,والشاعر المريض يعاني من مرارة الألم ,ومعها مرارة الفقر الذي جعله يفكر في أسرته المحتاجة إلى العون : في زوجته إقبال . وولده غيلان ,وابنتيه آلاء وغيداء الذين يعانون الجوع , فيتضاعف ألمه   , ويتضاعف شلله.





 قصة يقطر الألم من كل حرف فيها ,ومعها تتمزق نفس الشاعر حسرة , مثلما يتمزق جسده تحت مباضع الجراحين .  في البداية كان الأمل , ثم  ضاع  الأمل  ............

\ 

 


 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

المصدر بتصرف : الدكتور عيسى الناعوري - مجلة العربي العدد 27 كانون أول 1981

تاريخ التحديث : أيلول  2004

 

تاريخ التحديث : حزيران 2009

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية