أهمية العلاقة بين العمل الأدبي وعنوانه

 

وضع فلوبير عنوانا صغيراً آخر لكتابه " مدام بوفاري  أو أخلاق أهل الريف "

وإذ بديء الكتاب بذكر السيد بوفاري الأب وأسرته، إلا أن العمل الأدبي قد مليء بلوحات تصور شظف الحياة في الريف ونعومة الحياة ولهوها في المدينة باسم زوجة شارل بوفاري الطبيب ، إيما وليس اسم زوجها ولا اسم والدته ولا أبيه !

 

وقد ارتبطت مضامين الكتاب في معظمها ، باسم السيدة بوفاري – عنوان الرواية – فهي التي تتحرك وتحرك جميع من حولها فمنذ اليوم الأول يجتمع وجهاء ( أبو نفيل ) بدعوة من الصيدلي هوميه في فندق النسر الذهبي، اختفاء بقدومها مع زوجها الطبيب للسكن فيها وفي اللقاء يولد أول حب لها مع ليون كاتب العقود الأشقر والخجول ، وبعدها يهبط ثري ووجيه ريفي ( رودلف ) إلى بيتها بقصد الاستشفاء لغلام يعمل عنده ، فتقع عيناه على فتنة إيما ، ويعشقها ويتواصل الاثنان .  ومدام بوفاري هي الحاضرة دوما حتى في لحظة افتتاح المعرض الزراعي في البلدة وكان صوتها هي وعشيقها هو الصوت الموازي لصوت خطباء رجال الدولة المسؤولين عن افتتاح المعرض  ثم هي هي مدام بوفاري ، المرأة التي تهتم باقتناء ما يشعرها بأنها من طبقة غير طبقة أهل الريف ، فتجمع أتعاب مرضى زوجها من دون علمه. 

 

وعندما لم يكفها ذلك تلجأ إلى المرابي ( ليريه ) الذي يعرف كيف يدفعها إلى توقيع صكوك الدين ، وكيف يدفعها إلى الحصول على توكيل بالتصرف بأموال الزوج بوفاري وهو حي ، ومن ثم عندما تفشل في الحصول على المال لتتلافى الحجز على أملاك زوجها ، هي التي تشتري السم من صبي الصيدلية ، لتضع نهاية لحياة وحتى بعد موتها ، من خلال خطاباتها وخطابات عاشقيها لها فاقت أحلامها الواقع فانتهت هذه النهاية.

 

وهكذا يلاحظ القارىء أن مضامين العمل في معظمه كان محورها اسم هذه السيدة ، من البداية حتى النهاية !

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث : آذار 2006

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية