مسرحية مجنون ليلى (أحمد شوقي)

 

قراءة لمسرحية مجنون ليلى /  د.أحمد هيكل

 

وفي الفصل الثاني:  تظهر بلهاء الجارية تحمل ذبيحة قرأ عليها العراف بعض التمائم لكي يأكل قيس قلبها ويشفى مما فيه، ولكن قيسا لا يأكل شيئا، لأن الذبيحة منزوعة القلب ويظهر بعض الغلمان متغنين بشعر قيس، ومنهم من يناصره ومنهم من يعاديه، ويبدو قيس في الطريق مغمى عليه مخبلا، ويراه ابن عوف - أحد رجال الدولة-   فيشفق عليه. وحين يسمع قيس اسم ليلى يفيق، ويتعهد له ابن عوف أن يأخذه إلى آل ليلى ليتوسط له لديهم

وفي الفصل الثالث نرى ركب الوسيط ابن عوف يبلغ حي آل ليلى، ويلتقي ابن عوف بوالد ليلى الذي يعاتبه على وساطته. ويريد منازل – غريم قيس – أن يثير القوم على العاشق ليقتلوه، ولكن زيادا – نصير قيس – يكشف "منازل" ويبين انه لا يحب ليلى ولا تحبه، فهو حاقد على الحبيبين مغرض في دعوته إلى الانتقام وتحت الحاح ابن عوف ومناشدته، يسال ليلى أبوها في حضرة ابن عوف عن رأيها في الزواج من قيس، فتفرض رعاية للتقاليد، وتقبل الزواج من "ورد" الذي علمت أنه تقدم لخطبتها، وينصرف ركب ابن عوف بعد فشل الوساطة .

 

وفي الفصل الرابع: نرى قيساً في عالم الجن، الذي يصور عالمه العقلي المخبول. ويدله شيطانه على الطريق إلى حي ليلى الذي تزوجت فيه. وير قيس ورداً زوجها الذي يمهد له سيل اللقاء بليلى كرما منه وسماحة. وفي هذا اللقاء المنفرد يعرض قيس على ليلى أن تهرب معه إنقاذا لحبها، ولكنها ترفض برغم هيامها به، رعاية للتقاليد.

 وهنا يثور قيس ويتركها وينصرف غاضباً. وتستشعر ليلى أنها آذت قيسا، ويتضافر هذا الشعور مع حبها المبرح حتى يقودها إلى منيتها ويتخلل هذا الفصل منظر غنائي راقص وهو منظر عالم الجن .


 

وفي الفصل الخامس: يبدو ليلى وطوائف المعزين الذين يتوافدون على أهلها لمواساتهم. ويكون من هؤلاء المعزين بعض المغنين والشعراء كالغريض وابن سعيد وينشد الغريض نشيد وادي الموت، ثم ينصرف الجميع. وعلى إثر ذلك يظهر قيس وحده، فيعلم بوفاة ليلى من بشر، فيغمى عليه وهو وحيد منفرد، ويحتضر، ثم يظهر ابن ذريح يرثي ليلى، ويحضر موت صاحبها. وقد حفلت المسرحية بالمواقف "الدرامية" والغنائية الجيدة. التي تآزرت مع الشعر الرائع- على جعل هذه المسرحية أنجح مسرحيات شوقي جميعا وقد ساعد على ذلك أن القصة حب إنساني رفيع. وأن البطل شاعر شهير، وأن طرفي القصة موضع عطف يجذب إليهما المشاعر، ويحني عليهما القلوب.كذلك ساعد على نجاح هذه المسرحية، أن كون البطل شاعراً قد أباح للمؤلف أن يجري على لسانه قطعاً شعرية رائعة في المناجيات والشكايات والأوصاف والتأملات، دون أن يخل ذلك بالبناء الفني للمسرحية، أو يسبب إبطاء حركتها أو إقحام الغنائية عليها، كما حدث في مصرع كليوباترا مثلا وذلك لأن مثل هذه الأشعار الغنائية في مجنون ليلى من شأنها أن تجري على لسان شاعر، وشاعر محب مدله هائم كمجنون ليلى .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ. عبد الله عزايزه       -    مدرس لغه عربيه / مدرسة  دبوريه الثانويه

 

تاريخ التحديث : أيلول 2004

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية