تداعي الحواجز بين البيت والسوق ومكان العمل  

 

لم يعد للبيت حرمته أو خصوصيته بعد اختراق وسائل الاتصالات له في أي وقت ( بالخلوي مثلاً ) لقد تحول البيت إلى منزل أو فندق أو محطة لانطلاق القاطنين فيه ( في اتجاهات مختلفة ) وإن صار بإمكان المرء أن يعمل ويتسوق وهو في المنزل .

 

وختاماً  


لايعني هذا الحديث عن إشكالات ومشكلات التحول الاجتماعي الناجمة عن التطور التكنولوجي أنه ليس لهذا التطور ايجابيات. إن له ايجابيات كثيرة لا مجال لذكرها الآن ، فالتكنولوجيا – مثلاً – تحول الصحراء إلى واحة ، ولكنها تحول الواحة كذلك إلى صحراء . لكن الإشكالات والمشكلات ( والإيجابيات ) تضعنا أمام أسئلة كبيرة كما طرحها أحد الفلاسفة الجدد:  ما التقدم ؟ ما التقدم الاجتماعي ؟ هل يتحرر الإنسان بما يملك أم يستعبد به ؟ هل يمكن بلوغ الحكمة أو إنتاجها بالتكنولوجيا ؟ وما السبيل إلى قوة دافعة نحو المركز؟

 

ويتساءل آخر فيقول :هل لنا حق في رفض التكنولوجيا ؟ هل نملك القدرة على رفضها ؟

 

لقد فشل الُّلديون وكل من سار خلفهم في وقف الثورة الصناعية عندما وقعت . وعليه فإنني أتوقع أن تصبح  التكنولوجيا الزاهدة عزيزة عليه في المستقبل حين يداهمه عصر جديد ( عصر الفضاء مثلاً ).

 

وأخيراً إن الإنسان اليوم في صراع مع خطين تاريخيين – كما يقول بعض المفكرين – وهما : خط كان يخشى أن يتحول الإنسان إلى ما يشبه الآلة ، وخط آخر صار يخشى أن تتحول الآلة إلى ما يشبه الإنسان .

 

رجوع

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : حسني عايش

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

تاريخ التحديث حزيران 2002

 

تاريخ التحديث آذار  2009

 

Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية