-2-

أما النتائج السلبية للتعيينات المدرسية التي كشفت عنها بحوث أخرى فتتمثل في خشية التربويين والوالدين من تخمة تعليمية تصيب التلاميذ نتيجة لها , وفي أن أي نشاط لا يبقى مجزياً إذا استمر طويلاً , وأنه قد يصيب صاحبه بالسأم , وأن التعيينات تحرم التلاميذ من وقت الفراغ والأنشطة الاجتماعية , وأن التلاميذ يتعلمون دروساً مفيدة من كرة القدم والكشافة أيضاً . وأن دمج الوالدين قد يؤدي إلى تدخلهما في عملية التعليم والتعلّم , مما قد يربك التلاميذ إذا ظهرت سلوكيات غير مرغوب فيها كالغش , والنسخ المباشر دون إسهام التلميذ في تأديتها أي دون تعلّم يذكر . وقد تُعزز اللامساواة الاجتماعية القائمة حيث يجد التلاميذ من الأسر ذوات الدخل المتدني صعوبات أكثر من التلاميذ من ذوي الدخل الأعلى في القيام بها .

 

وفي ختام دراسته اقترح الأستاذ "كوبر" التوجيهات التالية لجعل التعيينات أفضل عند الذين يؤمنون بها ويصرون عليها :

تنسيق السياسات المتعلقة بها وبخاصة بين المدرسة والأسرة .

تحديد مبرراتها بوضوح .

ربط التعيينات بمستوى نمو الطفل ومدى دعم الأسرة له ولها .

 

 استخدام مداخل تعليمية أخرى وبحيث تكون التعيينات إحداها لا مقصورة عليها , وعلى أن يكتشف الأطفال أن التعلّم يمكن أن يحدث في أي مكان : في المدرسة كما في البيت والملعب...

 

-3-

وإلى العكس من ذلك – أي إلى التخلص من التعيينات المدرسية البيتية – يدعو تربويون آخرون . فعلى سبيل المثال تدعو "إتا كرالوفيك" نائبة الرئيس للتعليم في مؤسسة التدريب والتطوير في مدينة بوكسبورت في منسوتا , وزميلها "جون بويل" (المؤلف والصحفي) (المصدر نفسه) إلى وقف التعيينات المدرسية البيتية فوراً وجملة وتفصيلاً , لأن وقت الأسرة لا يسمح لها  بمتابعتها , وفوائد التعيينات مشكوك فيها. ويضيفان قائلين : عندما نترك جزءاً لا يستهان به من التعلّم للوالدين فإننا لا نستطيع مساءلة المدارس والمعلمين والمعلمات عنه أو اعتبارهم مسؤولين عن تلبية متطلبات التعلم الجيّد . إن التعليم للمعايير المقررة والامتحانات (العامة) ذات المستويات  المقررة سلفاً يعني أن عملية التعليم والتعلّم مسيطر عليها فلا يجوز ترك المجال لأي متغير مجهول أو خارجي يؤثر عليها . كيف يعرف  المعلمون والمعلمات عن مستوى تعلّم تلاميذهم إذا لم يعرفوا كيف نفذت التعيينات في بيوتهم؟ هل نفذوها بأنفسهم ؟ هل تبادلوا الأجوبة مع أصدقائهم بالتليفون أو قبل المجئ إلى المدرسة ؟ هل أرسلوا التعيينات بالبريد الالكتروني إلى أجدادهم ؟ إن التعيينات المدرسية البيتية ثقب أسود في عملية التعلّم لأنها تجعل المعلمين والمعلمات غير مدركين للمستوى التعليمي الحقيقي لكل تلميذ وعاجزين عن تقديم معرفة جديدة للتلاميذ .

ومثلما استعرض كوبر البحوث المؤيدة للتعيينات والمعارضة لها , ركّز الأستاذان على أدلة بحثية تدحض جميع "الخرافات" المدافعة عن التعيينات . 


"إتا كرالوفيك" نائبة الرئيس للتعليم في مؤسسة التدريب والتطوير في مدينة بوكسبورت في منسوتا .
"جون بويل" مؤلف وصحفي .  (المصدر نفسه)

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : حسني عايش

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

تاريخ التحديث حزيران 2002

 

تاريخ التحديث آذار  2009

 

Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية