-4-

ومن أجل عدم قصر النشاط ما – بعد المدرسي على التعيينات تنشط دوائر التربية وإدارتها في طول أمريكا وعرضها اليوم على وضع برامج وأنشطه (ما – بعد مدرسية) متعددة ومتنوعة هدفها تعزيز التعلّم وبناء مهارات واتجاهات ذات أبعاد اجتماعية ومستقبلية , لأنه لم يعد لدى الأسرة الأمريكية الوقت البيتي الكافي لمساعدة أطفالها في تنفيذ التعيينات نتيجة زيادة ساعات العمل , أو لنقص الساعات التي تقضيها الأسرة العادية في البيت والتي تراجعت بمقدار 22 ساعة في الأسبوع عما كان عليه الأمر قبل ثلاثين سنة .

 

-5-

 وكما ترون فإن نتائج البحوث الاجتماعية – وما في حكمها – تأتي منسجة مع اتجاهات الباحث وفرضياته  المستمدة منها , مما يجعل المسؤولية النهائية تقع على إدارة المدرسة والمعلمين والمعلمات , وبالتالي على ما يتمتع به كل منهم من حكمة , لأن التعيينات المدرسية كأي سلاح ذات حدين يمكن أن تفيد أو تضر . إن التحدي يكمن في كيفية جعلها مفيدة إذا اعتمدناها , وفي جعل التعلّم يتم بنجاح مضطرد إذا ألغيناها .

 

ويقيني أنه يجب على المدرسة التي تصر عليها ، التخفيف منها أدنى حد فلا تتجاوز عشرين دقيقة يومياً للصفوف الابتدائية الأولى , ونصف ساعة يومياً للصفوف الابتدائية الثلاث التالية لها , ونحو ساعة لبقية الصفوف (بشرط التنسيق مع الأسرة) كما يجدر بالمدرسة الديمقراطية إشراك التلاميذ في القرار الخاص بها "وجوداً وعدماً"  وإذا كانت المدرسة ربحية (متعهد أو مقاول تعليمي) تتقاضى رسوماً وأقساطاً بمئات أو آلاف الدنانير في العام عن التلميذ الواحد , فلا يحق للمدرسة عندئذ أن تعيد الكرة إلى ملعب الأسرة – وقد التزمت بتعلّم وتعليم التلميذ جيدا.ً مقابل هذه الرسوم والأقساط – . كما لا يجوز أن يذكر في شهادة الطفل المدرسية – الفصلية أو السنوية – أن الطفل ضعيف في كذا من المواد : ماذا كانت المدرسة تعمل ؟ ولماذا ظلت تتفرج على هذا الطفل فلم تساعده لتجاوز ضعفه ؟ وما المطلوب من الأسرة أن تفعل وقد عهدت للمدرسة بتعليم الطفل ؟ لماذا تفشل المدرسة في تعليم طفل سوي – عادي – ؟ هل المطلوب مني كأسرة تعليمه ؟ إنني لا أستطيع ذلك فنياً وإلا لأبقيته في البيت كما يفعل كثير من الأسر الأمريكية وما أرسلته إلى المدرسة . كما أنني وفي جميع الأموال لا أستطيع توفير المال الإضافي لتعليمه بالدروس الخصوصية . لقد أخذت المدرسة من الأسرة كل ما طلبته منها من رسوم وأقساط ولم تعطها كل ما تتوقعه منها مقابل ذلك ؟

 

لا يعني ذلك طبعاً غياب التعاون والاتصال والتواصل بين المدرسة والأسرة ولكنه يعني أن مسؤولية التعلّم تقع  على المدرسة ؟

 

صدق من قال : إن أطفالنا في بلادنا كانوا – في الماضي – يتعلمون في المدرسة ويلعبون في البيت وأنهم اليوم يلعبون في المدرسة ويتعلمون في البيت , لأن الأسرة العربية التي لا تعلم في البيت – بنفسها أو بمعلم أو أكثر – قد تجعل أطفالنا يتراجعون أو يفشلون مدرسياً ومستقبلياً . وأن المرء ليصعق من كثرة التعيينات البيتية التي تفرضها بعض المدارس على التلميذ . لقد آن أوان وضع الأمور في نصابها المتمثل بتحميل المدرسة عامة كانت أو خاصة أعباء التعليم ومسؤوليته نيابة أو وكالة عن الأسرة . 

 

رجوع

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : حسني عايش

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

تاريخ التحديث حزيران 2002

 

تاريخ التحديث آذار  2009

 

Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية