جاء في مُعجم لسان العرب:
"قِستُ الشّيء بِغَيره وعلى غيره، أَقيس قَيْساً وقِياساً فانقاس إذا قَدَّرته على مثاله. والمِقدار مِقياس".

بعبارة أخرى، القياس هو مقابلة شيء ما بشيء آخر من النوع ذاته لنعرف إذا كان مساوٍ له أو ينقص عنه أو يزيد.

عندما نحاول دراسة الظواهر الطّبيعية، نحن نعني دراسة العلاقة بين المقادير المختلفة وفهم الصّلة بين السبب والنتيجة. ليتسنّى لنا ذلك لا بدّ لنا من القياس، ولنأخذ مثلاً العلاقة بين تغيّر درجة الحرارة وما ينتج عنها من تغيّر في حجم المادة، لا غنى لنا عن معرفة مدى التغير الذي طرأ على درجة الحرارة ومعرفة مدى التغير الذي طرأ على حجم المادة لنجد العلاقة الرياضية بين السبب والنتيجة.

علوم الطبيعة بِرُمَّتِها ومن جملتها علوم الهندسة بفروعها العديدة تعتمد على القياس ومن جملة المقادير التي يجب علينا قياسها: المسافة، الوقت، الكتلة، درجة الحرارة، الضغط، التيار الكهربائي، شدة المجال المغناطيسي وغير ذلك.
 

ظهرت حاجة الإنسان إلى استعمال المقاييس والمكاييل والأوزان منذ نشوء الحضارة وقد تعددت مقاديرها وقيمتها بتعدد المجتمعات فكان لكل مدينة أو دويلة أو دولة وحدات خاصة بها وعندما أخذ الناس يتبادلون السلع كان اختلاف المقاييس والمكاييل والأوزان يزيد من صعوبة التعامل في ما بينهم.

ظل الأمر على تلك الحال حتى كانت المبادرة الفرنسية لإنشاء وحدات عالمية في عهد الملك لويس السادس عشر،  وتم ذلك بعد الثورة بجهود العالمين دى لامبير وميشين ، فقد عُهِدَ إليهما من الأكاديمية الفرنسية للعلوم بتحديد المسافة بين القطب الشمالي وخط الاستواء على امتداد خط الطول المار بباريس واتخاذ جزء من عشرة ملايين من هذه المسافة وحدة دولية لقياس المسافة وسمِّيت " مِتر " اشتقاقاً من الكلمة اليونانية " مِترون " ومعناها قياس. 
 

وفي سنة 1799 تمّ صنع قضيب من سبيكة من البلاتين والإيريديوم وثُبِّتَ فيه عند طرفيه قطعتان من ذهب حُفِرَ على سطح كل قطعة خط دقيق والمسافة الفاصلة بين الخطين عند درجة حرارة الصفر المئوية تساوي متراً واحداً كما تم تحديده، يحفظ هذا القضيب حتى اليوم في المعهد الدولي للأوزان والمقاييس في فرنسا. وقد تبين لاحقاً أن هناك تباين يصل إلى 0.023% من المتر، ولكن ذلك التعريف للمتر قد تغير إذ تتولى الهيئة الدولية للأوزان والمقاييس التي تأسست سنة 1875 والمؤتمر الدولي للأوزان والمقاييس الذي يعقد اجتماعات دورية منذ سنة 1889 دون انقطاع، الإشراف على إيجاد وسائل جديدة لتحديد المتر ، ففي المؤتمر الدولي المنعقد في سنة 1960 تقرر أن يكون المتر عبارة عن مجموع عدد من أطوال الموجات الضوئية مقداره (1,650,763.73) موجة المنبعثة من أحد نظائر عنصر الكريبتون 86  i86iKr . بهذا التعريف الجديد للمتر صرنا نعتمد ظاهرة طبيعية ثابتة لتحديد المتر لنزيد من قدرتنا على القياس بدقة أكبر دون الحاجة للاعتماد على كتلة من المادة قد تتعرض للتغير أو التلف.

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ . عصام زكي عرّاف

 

تاريخ التحديث  أيلول 2002

Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية