ظهرت حاجة الإنسان لرصد الوقت منذ كان
يحتال للحصول على غذائه بالتقاط ما تنتجه النباتات واصطياد الحيوانات المختلفة من مائية وبرية ، فمنها ما يظهر في فصل الربيع ومنها ما يظهر في فصل الصيف أو غير ذلك. ومع تحول الإنسان إلى تدجين الحيوانات والزراعة اشتدت الحاجة لرصد الوقت ، وكلما
تشعبت سبل الحضارة كلما ازدادت الحاجة لرصد الوقت بدقة أكبر ، فعلى الراعي أن يراقب موعد حمل حيواناته بحيث تلد في أوقات متقاربة يكون الكَلأ فيها متوفراً ، وعلى الفلاح أن يعرف مواقيت الزرع والغرس أما الأعياد والمواسم الدينية فإنها أيضاً تتطلّب رصداً دقيقاً للوقت.
 

وكانت المواسم ترتبط بدورة الأرض حول الشمس ومدتها 365 يوماً وخمس ساعات و49 دقيقة بالتقريب ، وبينما كان رصد دورة القمر أسهل بكثير لعدم الحاجة للقيام بقياسات دقيقة وهي 2/1 29 يوماً بالتقريب، كان من الصعوبة بمكان التوفيق بين الأشهر القمرية والسنة الشمسية وكلاهما لا يتكون من عدد صحيح من الأيام كما أن السنة لا تتكون من عدد صحيح من الأشهر القمرية.
 

رصد قدماء المصريين السنة الشمسية فكانت عندهم 365 يوماً وقسموها إلى 12 شهراً كل شهر يتكون من ثلاثين يوماً أما الأيام الخمسة الباقية فإنهم جعلوا منها موسم عيد. ويبدو أنهم أدركوا عدم الدقة في حسابهم إذ إن كل سنة تأتي مبكرة بما يقرب من ربع يوم عن سابقتها لذلك كان يرصدون أهم حدث عندهم ألا وهو بداية ارتفاع ماء النيل مع شروق نجم "الشِّعرى اليمانية" (سيريوس باليونانية) أكثر النجوم بريقاً في السماء.
 

البابليون أيضاً عرفوا السنة الشمسية وإليهم يعزى أيضاً تقسيم الدائرة إلى 360 درجة. وهم أيضاً أول من رصد السنة الشمسية والقمرية بدقة ووفق بينهما في دورة فلكية تبلغ 19 سنة وذلك في القرن الخامس قبل الميلاد.

 

سنة 49 ق.م. أصدر الحاكم الروماني يوليوس قيصر أمراً قضى بتقسيم السنة إلى 12 شهراً يتكون كل شهر فردي من 31 يوماً وكل شهر زوجي من 30 يوما باستثناء الشهر الثاني الذي كان 29 يوماً وفي كل رابع سنة وهي السنة الكبيسة أضيف يوم إلى الشهر الثاني وهكذا أصبح متوسط طول السنة الشمسية 4/1 365 يوماً دون الانتباه إلى الإحدى عشرة دقيقة .

ظل هذا التقويم متبعاً (مع بعض التغيير في أسماء الشهور وعدد أيام بعض الأشهر) حتى سنة 1582 م إذ لوحظ أن الاعتدال الربيعي أصبح يأتي مبكراً بأكثر من عشرة أيام ، فأمر البابا غريغوريوس الثالث عشر بطرح عشرة أيام من الشهر العاشر واعتبار السنوات التي تكون في نهاية كل قرن سنوات غير كبيسة إلا إذا انقسمت على 400 بدون باقي، فالسنة 1600 والسنة 2000 هي من السنين الكبيسة أما السنوات 1700، 1800، 1900 فلا.  وهكذا أُخِذَ في الحساب تأثير الدقائق الإحدى عشرة.

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ . عصام زكي عرّاف

 

تاريخ التحديث  أيلول 2002

Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية