ما أنجزناه حتى اليوم يرجع الفضل فيه إلى ما أحرزه علماء الرياضيات والطبيعة من اكتشافات على مدى العصور، ولعل أكثر ما يميز العصر الحديث هو كثافة الأبحاث وتشعبها بعد أن أصبحت الدول تتنافس لتحتل مكان الصدارة بواسطة إنجازاتها العلمية التي وفرت لها القوة الاقتصادية والتفوق العسكري. 


من يتابع عن كثب ما يجري في السنوات الأخيرة يلاحظ أن عائدات الثروات الطبيعية لم تعد المصدر الوحيد الذي تعتمد عليه الشعوب. إذ إنّ العائدات الناتجة عن التقدم العلمي أصبحت في المقدمة والبرهان على ذلك هو الأرباح العالية التي تحققها الشركات التي تنزل إلى الأسواق كل يوم باختراعات جديدة من برامج للحاسوب ووسائل اتصال وأدوات طبية وعقاقير جديدة وغير ذلك وهو يكاد لا يحصى.

 

كانت الثورة الصناعية نتيجة طبيعية بل حتمية لتطور علوم الرياضيات والطبيعية في أوروبا وأتاحت لشعوبها من الأسلحة ما لم يكن معروفاً في إفريقيا وآسيا فاجتاحت شعوب أوروبا القارات الأخرى ونهبت خبراتها وتلاعبت بمصير شعوبها ولا زالت المعاناة مستمرة في كثير من بلدان العالم التي قعد بها التخلف عن صيانة واستغلال مواردها الطبيعية والبشرية.


وفي ختام هذه الكلمة أود أن ألفت نظر الطالب والمعلم إلى أمر هو في غاية الأهمية والخطورة وكان يجدر بي أن أصدّر به كلمتي هذه ألا وهو
إجادة اللغة. اللغة ليست فقط وسيلة للتعبير بل هي أيضاً أداة للتفكير.  كلما كانت ثروتك اللغوية أكبر كلما أتيح لك أن تعبر عن نفسك بوضوح أكثر وأن لا يلتبس عليك فهم ما تقرأه أو تسمعه.  ولعل أجمل وأدق ما قرأت في فضل البلاغة ما جاء في كتاب "البيان والتبيين" للجاحظ حيث جاء:

"يكفي من حظ البلاغة أن لا يؤتى الناطق  من سوء فهم السامع ولا يؤتى السامع من سوء إفهام الناطق"

فإذا فاتك فهم هذه العبارة فلا تهدأ حتى تحيط بمعناها.

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ . عصام زكي عرّاف

 

تاريخ التحديث  أيلول 2002

Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية