|  | ||||||||||
| 
 بكائية هلاك مدينة أور 
 (IV) قبل شروع إنليل بإداء مهمته ، يقوم إله القمر نانا ، المعبود في مدينة أور ، بمحاولة أخيرة من جانبه للدفاع عن المدينة ، ويبتهل إلى إنليل قائلاً : 
 أي أبي إنليل الذي أنجبني . أيَّ ذنب جنته مدينتي حتى أدرت وجهك عنها ؟ إنشل مدينتي من وحشتها ، ضمها إليك ثانية . إنشل معبدي من عزلته ، ضمه إليك ثانية . دع اسمك يعلو في أور مجدداً ، دع أهلوها يرتعون في حماك مثلما كانوا . 
 (V) ولكن إنليل يجيبه بعد أن استمع إليه مطولاً ، بأن القرار لارجعة عنه ، وأن البشر لم يعطوا ميثاقاً باستمرار الأحوال وراحة البال . 
 أجاب إنليل : قلب المدينة يبكي ، وناي القصب فيها ينوح . شعبها يقضي يومه في العويل والصراخ . أي نانا ، أيها النبيل ، عد لشأنك ، فإنك لن تقايض بالدمع شيئاً . حُكمنا لا مبدل لكلماته ، حكم المجمع . لقد مُنحت أور سلطاناً ولكنها لم تُمنح دواماً . منذ القدم ، منذ أن أرسيت البلاد إلي يومها هذا ، من رأى منكم مُلكاً باقيا ؟ كذا فسلطان أور قد أجتُثَّ وولى . أما أنت يا نانا ، فدع الهم عنك واهجر البلدا . 
 (VI) يشرع إنليل في مهمته مستخدماً العاصفة ، سلاحه التقليدي الرهيب ، وعندما يرفع إنليل غضبه عن المدينة كانت قد تحولت أنقاضاً : 
 جئت البشر مثل كسرات الجرار كانت تملأ الطرقات الجدران المتينة قد تهاوت ، والبوابات العالية والمسالك قد تكدست فيها الأجداث . في الشوارع العريضة التي شهدت الأعياد ، وفي المرابع الطلقة التي حفلت بالراقصين تراكمت جثث الموتى وملأ دم البلاد آبارها . 
 يُعتقد أن الحادثة التاريخية التي يُمكن أن تكون أساساً لأحداث هذه الأسطورة ، هي الهجوم الكاسح الذي قام به العيلاميون على مدينة أور حوالي عام 2000 ق.م ، فحاصروها مدة ثم افتتحوها واستباحوها بضعة أيام . 
 
 | ||||||||||
| 
 | ||||||||||