طرق التدريس التي تهتم بالتفاعل بين المعلم والمتعلم
 

ثانياً : الطريقة السقراطية – طريقة الحوار
 

مفهومها :

وتنسب هذه الطريقة إلى سقراط الفيلسوف اليوناني (461 ـ 399 ق.م) ، وأنه أول من استعملها.

وفي هذه الطريقة كان سقراط يجول في أنحاء أثينا وفي طرقاتها مدعياً الجهل ، وأن شعوره بجهله يدفعه إلى أن يلتمس المعرفة من أهلها ، فلم يضع سقراط في فلسفته هذه مسألة معينة يتناولها بالبحث والتحليل .  إنما كانت المشكلة التي يريد بحثها تأتي عرضاً ، ثم ينتهز الفرصة ويتحدث في المشكلة مع صاحبه ويناقش حتى يتبين لصاحبه خطؤه ، وما يزال سقراط في حواره هذا حتى ينتهي إلى حقيقة ثابتة لا تحتمل الشك ولا النقد ولا الجدال ، ومن ثم يصل مع صاحبه إلى مرحلة توكيد الأفكار ، وبعد أن يبين لصاحبه مقدار عجزه عن كشف الحقيقة ، يأخذ في إلقاء أسئلة أخرى حتى تنكشف بواسطتها الحقيقة النهائية ، ومن هذه الطريقة نرى أن سقراط كان يولد الأفكار ، وهذا ما دفعه إلى القول : بأنه كان يولد الأفكار من محاورية كما كانت أمه تُوَلِّد الجنين من الحوامل ، من ذلك تبين لنا كيف كان للبيئة التي نشأ فيها سقراط الأثر الأكبر في توجيه فلسفته .

 

مراحل النمو

والمتأمل في الطريقة السقراطية يجد أن المُحاوِر يمر بثلاث مراحل متتابعة :

أولاً :
 مرحلة اليقين الذي لا أساس له من الصحة ، وهي مرحلة يراد بها إظهار جهل الخصم وغروره وادعائه العلم وقبوله لما يُلقى عليه من غير أن يحتكم إلى المنطق والذوق السليم .

 

ثانياً :
مرحلة الشك  ، وهنا تتوالى أسئلة سقراط والإجابة عنها حتى يتردى المتكلم ويقع في حيرة لا مخلص منها ، ويبدو التناقض في عباراته فيأخذه الغضب ويعتبر سقراط ثقيل الظل مشؤوم الطلعة ، ولكن شيخ الفلاسفة كان يقابل كل كلام من هذا النوع بالصبر الجميل، ويقود صاحبه إلى صميم الموضوع الذي يدور حوله الجدل ، ولا يزال آخذاً بزمامه حتى يتملكه الخجل ، ويشعر أنه تعرض لشيء لا مجال له فيه ، ويوقن بأنه جاهل مغرور ، وتشتد رغبته في طلب العلم وحينئذ تبدأ المرحلة الأخيرة .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ. وليد جابر

 

تاريخ التحديث آذار 2003

   

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية