طرق التدريس التي تهتم بالتفاعل بين المعلم والمتعلم
 

ثانياً : الطريقة السقراطية – طريقة الحوار
 

تكييف الطريقة لمتطلبات العصر :

وعلى الرغم من الفوائد التي يمكن أن تحققها هذه الطريقة من مثل إثارة تفكير  المحاور – المتعلم – ومحاولة توظيف معلوماته ومعارفه في حل مشكلة أو موقف لم يخطر معه من قبل ، ومن مثل إفساح المجال للحوار الشفوي بين المحاوِرِ والمحاوَرِ ورغم السرور الذي قد يجده المحاور – التلميذ – في الوصول إلى الحقيقة ، أو الأمر الذي تدور المحاورة حوله ، فإن لها بعض المحاذير ، التي تتمثل في أن المحاوِرَ – المعلم – هو مصدر المعرفة ، وأنه يعرف أكثر من المحاوَر أو المتعلم ، مما يشعر المتعلم في بعض المواقف بالخيبة والإخفاق ، وما يرافقهما من شعور مثبط ، وبخاصة إن ارتبط عدم القدرة عند المتعلم بالعقاب من جانب المعلم ، فإن ذلك يصعد من الشعور بعدم الثقة والزهد في العلم والتعلم !

 

ومع ذلك فإن المعلم يستطيع أن يفيد من طريقة الحوار مع مختلف مستويات أعمار التلاميذ ، إن هو جعل مسائل الحوار من المسائل التي يستطيع عقل التلميذ أو الطالب الاهتداء إلى حلها والوصول إلى نتائج مرضية على الأقل في الإصابة من معظم الأسئلة الموجهة إلى التلميذ الصغير أو الطالب الأكبر عمراً ، وبذلك يستطيع ألا يشعر المتعلم بالجهل بل يشعره بأنه يعرف ، ولكنه ربما لا يحيط بكل شيء وهذا أمر طبيعي ومنطقي لدى الطالب ولدى المعلم بل ولدى العالم أيضاً .

 

ويكون المعلم في هذه الحالة .  مسايراً لأحدث النظريات التربوية والتعليمية التي تستثير قدرات التلاميذ الفكرية ، وتضعهم إزاء مشكلة حقيقية ، يبحثون بين ثنايا عقولهم ومن مخزون معارفهم عن حلول لها ، فيطبقون بذلك معظم طرائق التدريس المعروفة : الاستدلال والقياس والاستقراء وحل المشكلات ، والحوار وربط النتائج . بالمقدمات أو الأسباب . 

 إن مثل هذا التحوير في طريقه الحوار ، سيقود حتماً إلى تحقيق الفوائد الكبيرة التي بنيت أصلاً عليها هذه الطريقة ! 

 

ولعل من أبسط آداب الحوار ، أن يحترم المحاوِرُ عقولَ من يحاورهم ، كما يحترم مشاعرهم وظروفهم النفسية ، إذ ليس المحاوَرون على درجة واحدة من النواحي النفسية والاجتماعية والتربوية والعقلية ، ومن حق هؤلاء جميعاً أن يجدوا في الحوار ما يروق لهم وما يميلون إليه وما يستطيعون أن يساهموا فيه بفعالية ، وقد تكون تهيئة المحاورين إلى المساهمة الجيدة في الحوار ، من خير الوسائل التي تدفعهم إلى المشاركة فيه .  حيث يحدد المحاور او المعلم لهم إطاراً محدداً لما سيتناولونه من مسألة أو قضايا في يوم معين ، ويرشدهم إلى المراجع والمصادر والأدوات التي يرجعون إليها من أجل أن يحضروا موضوع الحوار القادم ، ولا بأس أن يختبر إذا ما كانوا قد تهيؤوا فعلاً للحوار قبل البدء به ، ليساعدهم على الشعور بالنجاح فيه .
 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ. وليد جابر

 

تاريخ التحديث آذار 2003

   

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية