إعداد  : فلاديمير كينليف  Valdimir Kinelev

لماذا يحتاج مجتمع المعلومات إلى التعليم عن بعد ؟
أولاً
من أجل تحقيق الحاجات التعليمية الضخمة التي تنجم عن التطور الإجتماعي والإقتصادي . إننا نشهد وللمرة الأولى في التاريخ أن المعلومات والمعرفة لم تعد ببساطة , وسائل لتحسين المجتمع , ولكنها أصبحت المنتجات الأساسية للإقتصاد . لقد أصبح الناس أكثر فأكثر منجذبين إلى (مجتمع المعلومات) كعاملين ودارسين , ومستهلكين , طالما أن هذا المجتمع المعلوماتي قد أصبح بسرعة مسألة أساسية بالنسبة للتوظيف والتعلّم .

يمكن شرح ذلك عن طريق فهم جديد للأمن الإجتماعي والأوضاع الخاصة للتطور الإقتصادي في (مجتمع المعلومات) . والحقيقة هي أن الأمن الإجتماعي في (مجتمع المعلومات) يمكن ضمانه فقط للشخص المتعلم بشكل شامل والقادر على القيام بوظائف مختلفة وذلك لتحقيق متطلبات أحدث التكنولوجيات والأسواق . وفوق ذلك فإن المعرفة هي المكوِّن والناتج الرئيسي لمجتمع المعلومات والتي يَعتِمد عليها كل من استمرارية الحالة الجيدة للإقتصاد , والتطور الإجتماعي . 

إن التعليم عن بعد هو في مقدمة هذه التطورات ، كما أن كلاً من التعليم عن بعد ومجتمع المعلومات, مهتمان بالإبداع , والحصول على المعرفة والمشاركة فيها وتوزيعها وتوصيلها ودعمها . إن التعليم عن بعد هو الوسيلة لتوفير التوصيل وتحقيق إستمرارية التعليم الضروري للمشاركة الناجحة لجميع قطاعات المجتمع في مجتمع المعلومات . 

إن المستوى الحالي لتطور تكنولوجيا المعلومات والإتصالات يعرض أسساً واقعية لإيجاد نظام عالمي للتعليم عن بعد, مما سيساعد الناس على إيجاد بيئة تعليمية خالية من الحدود . إنه من الضروري أن نبين أنه بغض النظر عن المسافة الطبيعية , فإن تكنولوجيا المعلومات الجديدة تحقق الإتصال المباشر والقائم على التفاعل المتبادل ما بين المدرس والطالب , وهذه هي السمة التي طالما كانت سمة التعليم العادي التقليدي إضافة إلى محاسن هذا النوع من التعليم التي لا يمكن إنكارها . 

وأرى أن هناك نوعين من العقبات يجب تخطيهما من أجل إيجاد بيئة تعليمية مفتوحة بلا حدود : الجغرافيا واختلاف القدرة على بث واستقبال المعلومات من قبل أناس مختلفين (مثلاً ، ذوي الاحتياجات الخاصة والذين هم ولأسباب مختلفة غير قادرين على الحصول على التعليم من خلال طرق عادية) . إن تكنولوجيا المعلومات الجديدة وكذلك البيئة الفكرية المصطنعة التي أوجدها الإنسان تمتلك القدرة لأن تعيد – ولو جزئياً على الأقل – إلى العديد من الناس نوعا من القدرات وإمكانيات الإتصال التي يمكن أن يكونوا قد حرموا منها بسبب الطبيعة, والكوارث البيئية  والصراعات العسكرية, أو العنف البشري . وأنا متأكد من أن هذا الطريق هو طريق ذو مسربين إذ أنه بعد القضاء على الحواجز التي تعيق الإتصالات ما بين الناس , فإن ما يمكن تسميته (بالناس العاديين) سوف يحصلون على انطباعٍ أكثر إتساعاً حول الإنسان والعالم المحيط . وربما كانت هذه القابلية الإنسانية الأساسية ذات علاقة باستعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال التعليم وفي مجالات أخرى للنشاط العملي والروحي للإنسان . 

ومن الجدير بالذكر أن تكنولوجيا المعلومات والإتصالات الجديدة سوف تؤدي إلى تغيرات دراماتيكية في تكنولوجيا التعليم من حيث الحصول على المعرفة , واندماجها في التعليم وتحويل التعليم إلى أفعال . وهكذا فإن مجتمع المعلومات الناشئ يتطلب نظرية حديثة للتعليم عن بعد تتفهم كل جوانبه الهامة مثل : السياسات والنواحي القانونية, القوانين والقيود, النماذج التعليمية والتنظيمية الملائمة للتعليم عن بعد , التمويل وآثاره , التطوير الاداري والوظيفي المحترف , البنية التحتية التكنولوجية والتأكيد على الجودة . عندئذ فقط سيكون التعليم عن بعد قادراً على تقديم تعليم عالي الجودة مفتوحاً للجميع , وكذلك سيكون قادراً على مساعدة الناس لمواجهة التحديات الخاصة بالقرن الواحد والعشرين الحالي .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net  تاريخ التحديث:  تشرين ثاني 2003
   

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية