دروس في دينامية الأرض
انجراف القارات

تمهيد :

 

تنويه وإشارة تقتضيها الأمانة العلمية :

نود أن نشير من البداية وقبل طرح موضوع انجراف القارات ( الصفحات 5 - 8 ) أن المرجع الأساسي له هو مقالة للدكتور محمد علي الفرا تحت عنوان " نظرية زحزحة القارات " نشرت في عدد مجلة العربي رقم ( 289 ) وتاريخه ديسمبر ( كانون الثاني ) 1982 .

لقد حذفت واضيفت وعدلت بعض العبارات والجمل لتصبح أكثر توافقاً مع المعلومات الحديثة في موضوع الانجراف القاري .

المدرسة العربية

 

كيف كان شكل الأرض منذ ملايين السنين ؟ كم كان عدد قاراتها وكيف كانت تتوزع محيطاتها ؟ ولا شك أن نشأة الكرة الأرضية ، وتباين أشكال سطحها ، وتوزيع اليابسة والماء عليها من القضايا الهامة التي شغلت أفكار العلماء والكثيرين من الباحثين . تغطي البحار والمحيطات اليوم حوالي 72% من جملة سطح الأرض أي أن المساحة اليابسة غير المغطاة بالماء حوالي 28% فقط ، ونظراً لغلبة الماء على اليابسة فقد أطلق بعضهم على الأرض اسم الكوكب المائي .

 

توزيع اليابس والماء :

 

لو نظرنا اليوم إلى خريطة العالم لأخذنا فكرة عامة وسريعة عن شكل توزيع اليابس والماء . ففي نصف الكرة الشمالي يتركز معظم اليابس ، وتتقارب القارات من بعضها البعض حتى يكاد يخيل إلينا بانها تشكل كتلة واحدة لا تفصلها عن بعضها سوى بحار ضيفة وخلجان متعرجة . ويشكل اليابس نحو 60.8% من مساحة نصف الكرة الشمالي في مقابل 39.2 % للماء . أما في نصف الكرة الجنوبي فالصورة مقلوبة حيث تصل نسبة الماء إلى 80.8% بينما لا تزيد نسبة اليابس فيه عن 19.2% فقط .

 

إن هذا التوزيع الحالي للماء واليابس يختلف تمام الاختلاف عن التوزيع الذي كان سائداً في العصور البعيدة . فقد تعرض كل من اليابس والماء إلى تغيرات كثيرة في مختلف الأزمنة والعصور الجيولوجية نتيجة عوامل كثيرة ومتباينة .

 

ويستدل العلماء والباحثون على ما تعرض له توزيع اليابس والماء خلال العصور الجيولوجية بكثير من الأدلة والشواهد كالرواسب البحرية ، والمخلفات القارية ، وبقايا النباتات والحيوانات وما تركته من حفريات

( مستحاثات ) . فقد عثر الباحثون على رواسب بحرية في مناطق لا تغمرها مياه البحار والمحيطات في عصرنا الحاضر . فالخليج العربي ـ على سبيل المثال ـ كان يشمل مساحة أكبر بكثير من التي يشغلها الآن. فقد كان على شكل منخفض حوضي طولي تغطي مياهه مناطق كبيرة هي اليوم أراض واسعة تشكل معظم الأقطار العربية الواقعة على هذا الخليج ، علاوة على أجزاء لا يستهان بها من الأراضي الإيرانية الواقعة على الشاطيء الشرقي منه . كما وأن البحر المتوسط كان بحراً عظيماً يمتد حتى يغطي مناطق واسعة في أوروبا وأفريقيا وآسيا حتى الهند ، بحيث غطت مياهه المنطقة التي تحتلها اليوم سلاسل جبال هيملايا وقد أطلق عليه اسم بحر " تثيس  Tethys " آنذاك . ومن الرواسب التي تراكمت خلال ملايين السنين وتعرضت للضغوط المختلفة برزت هذه الجبال الالتوائية التي تشمل فيما تشمل جبال الألب في أوروبا ، وأطلس في أقريقيا وهيمالايا في آسيا .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

إعداد : أ.د. بلال عميرة

 

تاريخ التحديث  تموز  2002         

 

تاريخ التحديث  نيسان 2008        

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية