دروس في دينامية الأرض
انجراف القارات

الأدلة على حدوث الزحزحة :

 

بدأ " فجنر " منذ عام 1910 في البحث عن الدلائل والبراهين التي يدعم بها نظرية زحزحة القارات . وقد وجدها في نهاية الأمر في صورة تبدو لنا غريبة في التوزيع الحالي والعالمي للحيوانات الجرابية Marsupials والتي تحمل صغارها في كيس بجسمها كالكنغر والأبوسوم Opossum . وقال " فجنر " بأن هذه الحيوانات الغريبة أصبح وجودها قاصراً بشكل كبير على قارتي أستراليا وأمريكا الجنوبية اللتين تبعدان عن بعضهما آلاف الأميال وتفصلهما مياه المحيط الشاسعة . وعلى الرغم من عامل المسافة هذا إلا أن طفيليات الحيوانات الجرابية في كل من أستراليا وأمريكا الجنوبية واحدة ، استنتج " فجنر " بأن هذه الظاهرة تعود إلى الماضي حينما كانت أستراليا لا تزال متصلة بأمريكا الجنوبية عبر قارة القطب الجنوبي " أنتاراكتيكا " .

 

وتعتبر قارة القطب الجنوبي بمثابة منطقة الوصل بين أمريكا وأستراليا وذلك قبل 65 مليون سنة . ومنذ ذلك الحين بدأت قارة جندوانا بالتكسر مكونة أفريقيا وأمريكا الجنوبية والهند واستراليا وقارة القطب الجنوبي. وقد أثبت ذلك الكشوفات التي تمثلت في عظام الحيوانات الجرابية المتحجرة والتي وجدت في المعابر الأرضية التي كانت تصل بين هذه الكتل عشية انفصالها التام .

 

ويبدو أن وضع جدول زمني بتاريخ عملية الانفصال القاري والزحزحة يسمح بحل بعض الأمور الغامضة التي تتعلق بهجرة الحيوانات وتطورها . فعلى سبيل المثال يعتقد الدكتور كراكرافت Joel Cracraft بجامعة إللينوي بالولايات المتحدة الأمريكية بأن نظرية الزحزحة هي بمثابة مفتاح الحل الذي يفسر مسألة تطور الطيور،  ويرى أن الطيور المسالمة التي تنتشر انتشاراً واسعاً عبر مناطق مترامية الامتداد تشترك في انتمائها إلى أسلاف مشتركة وأنها هاجرت إلى مواطنها الحالية قبيل حدوث الانفصال التام لقارة جندوانا. ومن هذه الطيور نذكر على سبيل المثال النعام الأفريقي والشبنم الاسترالي Australian Cassowary والرية الأمريكية Rhea والكيوي النيوزيلندي وكلها تشبه النعام .

 

 ومن البراهين الأخرى التي استند عليها " فجنر " في اثبات نظرية زحزحة القارات شكل واتجاهات وتعاريج السواحل المتقابلة على جانبي المحيط الأطلسي وعلى جانبي المحيط الهندي والتي تدل على تداخل هذه السواحل بنتوءاتها وفجواتها وعلى أنها كانت رتقاً قبل أن تتزحزح ولو كانت لتتقابل من جديد لتداخلت تلك السواحل وامتلأت فجواتها بنتوءاتها على نحو من الانسجام والاكتمال . ويبدو هذا واضحاً بصفة خاصة بالنسبة لسواحل شمال شرق أمريكا الجنوبية والسواحل المقابلة لها على خليج غانا في غرب أفريقيا .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

إعداد : أ.د. بلال عميرة

 

تاريخ التحديث  تموز  2002         

 

تاريخ التحديث  نيسان 2008        

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية