النص الأول :
 الشمس كروية الشكل , شديدة الحرارة , تبدو لنا أكبر من أي نجم آخر , وتدور حولها الأرض ومجموعة أخرى من الكواكب , وهي تبعد عن الأرض بنحو 93 مليون ميل , ويصل شعاعها إلى الأرض في 8 دقائق , والشمس تمدنا بالحرارة والضوء ؛ وهي لذلك من العوامل الأساسية في حياة الإنسان والحيوان والنبات .

 

أجمل هذا النص النثري الحديث عن أثر الشمس في الكائنات الحية , بعرض الحقائق في ألفاظ مساوية للمعاني , فليس فيه تكرار , ولا جمل مترادفة , وكان أسلوب النص مرسلاً يجري على طريقة الإخبار وخالٍ من التزيين والتحسين . وقد عرضت معانيه في ألفاظ حقيقية , ليس فيها خيال ؛ لأنها حقائق علمية  . وكانت ألفاظه سهلة مألوفة , وفيه بعض الأرقام المناسبة للأساليب العلمية . وإذا تطرقنا إلى نفسية الأديب نجد أن النص خالٍ من العاطفة ؛ لأنه أسلوب علمي محايد . وهو يتحدث عن الشمس بضمير الغائبة .

 

النص الثاني : ( أحمد شوقي )

سل الشمس : من رفعها ناراً , ونصبها مناراً , وضربها ديناراً , ومن علّقها في الجو ساعة , يدب عقرباها إلى يوم الساعة , ومن الذي آتاها معراجها , وهداها أدراجها , وأحلها أبراجها , ونقل في سماء الدنيا سراجها , ومن الذي وكلها بهذه الكرة , وشغلها بهذه الدسكرة ؟

 
في هذا
النص النثري الذي امتاز بجزاله ألفاظه وفخامتها, تحدث شوقي عن الشمس بضمير الغائبة , وتخيل أنها منار ودينار , وساعة لها عقربان . وقد أظهر شوقي في هذا النص عاطفة اعجابه بالشمس في أحوالها وآثارها . حرص شوقي على أن يجعل نثره شديد الشبه بالشعر ؛ فقد التزم السجع , وعمد إلى بعض المحسنات , مثل " ساعة " و " يوم الساعة " وحرصه على السجع حمله على أن يستعمل كلمة " الدسكرة " في معنى الدنيا , مع أن معناها القرية , ولكنه تكلف هذا الاستعمال .
 
نلاحظ في النص بعض أساليب الطلب مثل الأمر في ( سل الشمس ) والاستفهام في (من رفعها ؟ ـ من علّقها ?  ـ من الذي آتاها معراجها ؟ـ من الذي وكلها ؟) , ومن حيث الاختصار أو الإطالة عمد شوقي إلى ترادف الجمل , مثل : آتاها معراجها , وهداها أدراجها , وأحلها أبراجها , وكل هذه الجمل بمعنى واحد تقريباً , وقد كانت إحداها كافية .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

المصدر (بتصرف) : عبد العليم ابراهيم ، الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ط 10 1968 دار المعارف مصر .

تاريخ التحديث : كانون الأول 2002

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية