مسرحية مجنون ليلى (أحمد شوقي)

 

قراءة ثانية لمسرحية مجنون ليلى  / خالد عزايزة_محمود أبو فنه

 

قصة الحب العذري التي تعكسها مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي: تعرض أسمى وأنبل العواطف وتسمو إلى مثال منقطع النظير، لا نجده في قصة عشق أخرى. ولعل قصة الحب العذري بين قيس وليلى تمثل ظاهرة الغزل العذري أو الحب العذري الذي انتشر شأنه في بوادي نجد والحجاز في صدر الدولة الأموية وبداية انتشار الإسلام حيث أقبل الناس على الدين الجديد وتأثروا بتعاليمه وهية مما كان له كبير الأثر في تحديد سلوكياتهم الاجتماعية، ولعل ابرز مثال على السلوك بتأثير الإسلام، ظاهرة الحب العذري ، الذي يجعل العاشق شديد الوفاء لمحبوبته حريصا عليها حرصه على نفسه لا يتعرض لها بأذى أو بقول فاحش يتمسك بها تمسكا شديدا ويمني نفسه بالوصال منها حلالا وان لم يكن في الدنيا ففي الآخرة.

 

هذا العشق الذي يصل بالعاشق إلى درجة الهيام وغياب العقل وحتى الجنون بكل معناه. لقد أحسن أحمد شوقي في انتقاء القصة أو الحكاية التي بنى عليها مسرحيته مجنون ليلى: فهو في عرض الأحداث تعرض للقصة نفسها أي قصة حب قيس وليلى، للفترة التاريخية بانعكاساتها السياسية والاجتماعية، محاولا أن يضفي بعض ملامح العصر الحديث من خلال أحداث المسرحية لرأينا شخصية ليلى تلعب الدور الأساسي، فتنظر لنا ليلى تخرج من خيام أبيها ويدها في يد ابن ذريح شاعر نجد والحجاز والذي ذاع صيته وغريب أن تظهر فتاه بدوية ويدها في يد رجل غريب في ذلك العصر وهذا من روح العصر الحديث الذي أضافه شوقي علي المسرحية تدور أحداث الفصل الأول بعد ارتفاع الستار في خيام أبى ليلى (المهدي) والذي غيبه شوقي طوال أحداث الفصل الأول إلا في الجزء الآخر حيث ظهر قيس.يدور حوار بين السمار من فتيه وفتيات من بني عامر وغريب اجتماع الرجال والنساء بكل حرية في ذلك العصر وهذه من روح عصرنا الحاضر كما أراد أحمد شوقي .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ. عبد الله عزايزه       -    مدرس لغه عربيه / مدرسة  دبوريه الثانويه

 

تاريخ التحديث : أيلول 2004

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية