مسرحية مجنون ليلى (أحمد شوقي)

 

قراءة ثانية لمسرحية مجنون ليلى  / خالد عزايزة_محمود أبو فنه

 

تصل أحداث مسرحية مجنون ليلى قمتها في الفصل الثالث حين يصل موكب ابن عوف ومعه قيس إلى ديار بني عامر لخطبة ليلى فنرى الحي وقد اجتمع واتفق على صد قيس وان كانت وساطته في الأمر أميرا من أمراء الدولة التي يحسب لها ألف حساب، الحي متفق على صد قيس وكأن أمر عشق قيس لليلى وانتشار أشعاره فيها قد أضر بكل واحد منهم ولعل أبرز ما تجدر الإشارة إليه في هذا الفصل الحميه القبلية في درء المكروه والدفاع عن العرض والشرف ومن هنا ينبع اجتماع الحي وتبينهم لموقف واحد وهو صد قيس وإرجاعه خائباً, الناطقة بلسان الحي كانت ليلى فنطقت بالقرار بلسانها وقلبها يقول خلاف ما نطقت تماما.

وأي موقف أشد هولاً على قيس من جواب ليلى هذا بل نراها قد بالغت حين قبلت وفي نفس الموقف الزواج من رجل آخر وهو ورد ثقيف الذي تحمل وزر زواج بائس لا سعادة فيه ولا هناء، كلنا يتخيل ما يمكن أن يحدث لقيس من هذا القرار الجائر والأذى أصدرته ليلى بلسانها: ليقودنا إلى الفصل الرابع والذي نرى فيها مشهدين المشهد الأول قرية من قرى الجن وهذا من نسج خيال المؤلف يظهر قيس خبلا هائما ضالا يلبس ثيابه على خلاف كعادة العربي في الصحراء حين يضل يلتقي في هذا المشهد بالجن والشياطين وأبرزهم الأموي شيطان قيس الذي يوحي له ما يقول من شعر وفي نهاية المشهد يقود الأموي (شيطان قيس) قيساً إلى ديار بني ثقيف حيث ليلى وزوجها ورد ليبدأ المشهد الثاني من
الفصل الرابع، المشهد الثاني يثير الاستغراب والاستهجان بما ورد فيه إذ كيف يسمح زوج لزوجته أن تقابل عشيقها وتكلمه على مرأى ومسمع منه وهذا لا شك مخالف لكل أعراف العرب في ذلك الزمان على الرغم من ذلك نرى أن ليلى قد تشددت في موقفها إزاء قيس وأخذت تعنفه على ما تفوه به حين عرض عليها أن تترك زوجها وتذهب معه ليعود قيس إلى حالة الضياع والتشرد التي عاشها قبل أن يصل إلى ديار بني ثقيف .
 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ. عبد الله عزايزه       -    مدرس لغه عربيه / مدرسة  دبوريه الثانويه

 

تاريخ التحديث : أيلول 2004

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية