مسرحية مجنون ليلى (أحمد شوقي)

 

قراءة ثانية لمسرحية مجنون ليلى  / خالد عزايزة_محمود أبو فنه

 

بين حرصي على قداسة عرضي واحتفاظي بمن أحب وظني أن هذا الموقف الذي تبديه ليلى كان له كبير الأثر في سير الأحداث المسرحية كما سنرى فيما بعد فالعادة الاجتماعية التي كانت سائدة في ذلك الزمان من عدم تزويج المحبين من بعضهما إذا شاع أمر الحب هي التي أدخلت ليلى في أزمة الصراع النفسي الذي يدور في داخلها كما تشير إليه الأبيات التي وردت على لسان ليلى من هذا الموقف تبدأ رحلة العذاب التي عاشها العاشقان ليلى وقيس وأبرزنا اسم ليلى في البداية لأنها كانت صاحبة الحكم في كل المواقف اللاحقة في حين أن قيس عانى من حكمها وهذا لا يعني أن ليلى خارج دائرة المعاناة فالشروط الاجتماعية لذلك العصر التي أجبرت ليلى على اتخاذ المواقف التي جرت بالمأساة عليها وعلى قيس.يختتم شوقي أحداث الفصل الأول بحالة من هيام قيس وغيابه عن الوعي حتى أن النار تلتهم ثيابه وهو لا يحس ولا يشعر بذلك .

 

وفي نهاية الفصل أيضا تظهر لنا شخصية المهدي والد ليلى الشخصية المترددة غير الحازمة فهو مشفق على قيس بفعل القرابة (ابن عم) وهو صاد لقيس بحكم الشروط الاجتماعية السائدة فهو أيضا يعيش حالة من الصراع ولكنه لا يستطيع أن يردع ولا يستطيع أن يقرر لذلك نراه في فصل لاحق يحمل ليلى صعوبة القرار .

 

أما الفصل الثاني فنرى أحداثه محصورة أكثر في شخصية قيس الفتى العاشق الذي أضر به العشق حتى وصل حد المرض النفسي الذي لا برء منه فالموضوع في الفصل الثاني اجتماعي اكثر ولا تظهر به الملامح السياسية كما رأينا في الفصل الأول إلا في النادر والقليل، الموض الاجتماعي في هذا الفصل (الثاني) يشير إلى عادة العرب في ذلك الزمان في المداواة والطب فنرى كيف انهم ما زالوا يؤمنون بالعرافين فيلجئون إليهم في مداواة المرض كما لجأت أم قيس لعراف اليمامة من اجل شفاء ابنها، فيصف لها شاة منزوعة القلب يكون لقيس دواء من داء العشق لكن المريض (قيسا) يأبى على نفسه أن يأكل من تلك الشاة، فيذهب حلم الشفاء مع هذا الإباء ليبقى قيس هائماً على وجهه في الصحراء يستشفع القاصي والداني عند ليلى:  ومن أجمل الأمور في هذا الفصل تناقل الناس أخبار قيس وليلى فحداة لقوافل يجدون متعة كبرى حين يرددون أخبار قيس وليلى وقصة الهوى العذري، ويظهر في هذا الفصل بريق من الأمل لقيس حين يعرض ابن عوف أمير الصدقات في الحجاز وساطته لقيس عند ليلى وبذلك تختتم أحداث الفصل الثاني ويسدل الستار .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : أ. عبد الله عزايزه       -    مدرس لغه عربيه / مدرسة  دبوريه الثانويه

 

تاريخ التحديث : أيلول 2004

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية