4- الناس علامات :

 

وهكذا أصبح الذكاء ثم امتحانات التحصيل المقننة مثل سات واحد (SAT1) وسات (SAT2) التي تضعها وتديرها شركة خدمات الامتحان (ETS) الأمريكية ، والامتحانات العامة بأنواعها وأشكالها ، صناعة تدر الملايين (جنت ETS أكثر من ثلاثماية مليون دولار سنة 1997) وتكلف المستهلكين مئات الملايين من الدولارات. وصارت نتائج اختبارات أو امتحانات يدوم الواحد منها لنصف ساعة أو ساعة أو ساعتين، بمثابة شاخص (أو سعر) ثابت للطفل المفحوص مدى الحياة، مع أنها ليست بالضرورة من وضع الخبراء ، لأن المهم عند ETS ومؤسسات الاختبارات المقننة ، أن يكون الاختبار موثوقاً إحصائياً، وإن لم يكن موثوقاً بشرياً ، أو للنجاح فيه صلة أو ارتباط بالنجاح في مرحلة التعليم التالية (أو في الحياة) أو كان الارتباط فيه قوياً مع دخل الأسرة، أو الظروف الاجتماعية والاقتصادية للطالب.

 

إن مدارسهم مثل مدارسنا تعد طلبتها لاختبارات سات بموضوعات قوامها تعليمهم كيفية تقديمها والإجابة عليها ، أي كيفية استبعاد الخيارات غير الصحيحة من الإجابة ، هذا عدا عن قيام المعلمين والمعلمات المراقبين للامتحانات في أثناء إجرائها بالغش أو بالسكوت على الغش، لأنهم يراقبون - عادة – طلبتهم . وعلى الرغم من اكتشاف الغش من وقت إلى آخر بل ووقوع فضائح عن سرقة الأسئلة إلا أن أحداً لم يوقع عليه العقاب .

 

لقد جعلت قوة الدعاية لاستخدام مقاييس الذكاء أحد المعلقين الأمريكيين - إبان سطوة نظرية فطرية الذكاء - يطالب قادة جميع الأحزاب السياسية في أمريكا بشطب أفراد الجماعات المتخلفة من سجلات الناخبين تجنباً للخطر الذي يهدد الازدهار الأمريكي الناجم عن السماح لأناس بلا أدمغة بالاقتراع .

 

لقد استفز مقياس ستافورد – بينيه للذكاء الكاتب والصحفي الشهير والتر ليبمان فدخل في جدل مع لويس تيرمان قال فيه : إذا تمكن الفاحص من جعل ادعائه مسموعاً ، فإنه سيحتل سريعاً مركزاً من القوة لم يحتله أحد من قبل منذ انهيار حكم الكهنة ، وأضاف : إذا كانت هذه الفحوص قادرة على قياس الفطرة العقلية للبشر ، فإن هذا الاستنتاج – بديهياً -  لم يأت من البحوث بل زرعته الرغبة في الاعتقاد به... وانه أفضل ألفَ مرةٍ إلقاء جميع فاحصي الذكاء واستباناتهم في بحر سركوزا (Gould) يبدو أن والترليمبان لم يتحداه بسؤال من جنس معتقده  وأسئلته وهو : أيهما أذكى الدجاجة البيضاء أم الدجاجة السوداء ؟

 

عندما أجاب الطالب بأن الدجاجة السوداء أذكى، قال له السائل : غلط . فسأله الطالب : لماذا يا أستاذ ؟ فأجاب : لأن الدجاجة البيضاء تستطيع وضع بيضة بيضاء ، أما الدجاجة السوداء فلا تستطيع وضع بيضة سوداء .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

إعداد : حسني عايش

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

تاريخ التحديث حزيران 2002

 

تاريخ التحديث آذار  2009

 

Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية