القسم الثاني : المقال : 2 : ب ( الرواية ) .

تقوم الخاتمة بدور هام في إنجاح العمل الروائي : أهميتها من خلال اللص والكلاب

 

نهاية العمل الأدبي الناجحة هي جزء من نجاح وجود الحبكة في الرواية ، وهذا يعني أن الكاتب مطالب بأن يقيم التوازن بين الحدث أو مجموعة الأحداث في الرواية ، وبين صراع الأفكار والشخوص فيه ، لأن من شأن الارتباط بين مجموعة الأحداث وصراع الشخوص في حياتهم من خلال الرواية من شأنها أن تؤثر وتطور هذه الأمور ، إلى أن تصل هذه الصراعات إلى ما يسمى الذروة ، ومن ثم تهبط نزولاً إلى ما يسمى بالنهاية ، والتي تسمى نقطة التنوير .

 

وعندما تكون النهاية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالأحداث والأفكار والأشخاص وصراعهم فإن من شأن ذلك أن يقنع القارئ بأن هذه الرواية يمكن أن تحدث أو هي حدثت بالفعل . لقد ارتبطت الأحداث والأفكار ومواطن الصراع مروراً بالذروة ثم نزولاً إلى النهاية المقنعة في رواية نجيب محفوظ ، لقد بدا منذ بداية الرواية أن مصيراً غامضاً ينتظر هذا الخارج من السجن والمصمم على الانتقام من عدة أشخاص . لقد قادت الخيبات المتتالية التي مر بها سعيد مهران الوشاية به والقبض عليه وسجنه ، وكذلك قاد تنكر أقرب الناس إليه إلى الانتقام الذي عشش في صدره من خلال أحداث الرواية ، حتى صار مطارداً بعد قتل شخصين لا ذنب لهما ، وقد توقع هو نفسه ، بأن حكم الإعدام في انتظاره .إذ ماذا ستكون عاقبة لص ومجرم وطريد غير الموت .

 

كانت كل الأحداث التي وقعت لسعيد ، وكل الممارسات التي مارسها تنبئ بنهايته كما وردت في الرواية ! كانت النهاية التي انتهى إليها سعيد مهران في الرواية معادلاً موضوعياً لما اقترفه من جرائم . ولو أن الرواية انتهت على شكل مفرح لكانت مفاجأة للقارئ ولما بدت مقنعة في أي حال.

 

2 : ب ـ تقوم الخاتمة بدور هام في نجاح العمل الروائي :

من خلال أحداث الرواية ، ظهر أن سلوك بطلتها سيقود إلى عدم قدرة المرأة البطلة على الاستمرار كزوجة لطبيب محترم . وأنه لا بد أن يصل إلى مرحلة سينفصل عنها أو يفعل شيئاً أكثر من هذا بالنسبة إليها .

كما كان القارئ يتمنى أن تقف هذه المرأة المستهترة بالعلاقات الزوجية ، والتي لا تحب ابنتها ، والتي تغالي بفتنتها وحبها لذاتها كان يمكن أن تقف مرة بصدق أمام نفسها ، لكي تراجع حساباتها وتصغي إلى صوت الضمير ، وبدلاً من ذلك فقد صارت تتباهى حتى بأعمالها المشينة ، ومالت إلى الإنفاق بلا تقدير ، وكانت تزداد كراهية لزوجها وبيتها . ولم تحاول أن ترتدع من الكذب والخداع ، إلى درجة انها صارت تستدين وتجمع أتعاب زوجها دون علمه . وبسبب حبها للتبذير والإنفاق دون حساب صارت تكذب ، وتتحين الفرص للحصول على توكيل من زوجها ، للتصرف في ممتلكاته ، واستطاعت الحصول على ذلك ، وبالفعل تصرفت بالبيع وتدوير الكمبيالات ، حتى وصلت إلى درجة لم تستطع مواصلة الحياة بعدها ، بعد أن فشلت من كل من تعرف على النقود اللازمة لإلغاء الحجز على بيت زوجها .

 

لقد بدت النهاية التي انتهت إليها أمراً طبيعياً سوف يحدث لكل من لا يحسن استعمال عقله وجماله ! فهي مرتبطة وهي نتيجة حتمية في هذه المواقف . لم تكن نهايتها التي تستحقها هي التي أرقت القارئ ، بل إن الحال الذي انتهى إليه زوجها الوفي الودود . الذي مات دون أن يعرف به غير ابنته الصغيرة . وكذلك التشريد الذي حدث للبنت بعد موت والديها . وكان نهاية الزوج أيضاً على هذه الحالة كان مقنعاً للقارئ الذي لم يحاول مجرد محاولة لإيقافها عند حدها .

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث : آذار 2006

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية