2 : أ قارن بين موقف بعض الشخصيات تجاه المجتمع ، مبيناً مدى اختلاف أو اتفاق المؤلفين تجاه هذه المواقف :

 

أرجو المعذرة من المعلمة الكريمة ، عندما لم أجد في الروايات المقررة امرأة نجحت في بعض المجالات ، أكثر من الرجال باستثناء أم حنا مينة في بقايا صور وأرجو أن أعرض صورة لامرأة من خارج الروايات المقررة ، وأرجو أن يكون مجال الإجابة خارج هذه الروايات ، ومن تخيل لامرأة من فلسطين ، تصورتها و افترضت وجودها في هذا البلد الذي لم يحمل التاريخ قديمه وحديثه ظلماً وتشريداً وقسوة تشابه ما واجه رجال ونساء وأطفال هذا الشعب ـ ولنفرض أن هذه المرأة تدعى أم محمود ، وأم محمود هذه فقدت زوجها وإحدى بناتها وأحد أبناءها ، عندما تسللت فئة من جنود الاحتلال ليلاً إلى منزلهم في مدينة بيت لحم سنة 1956 ـ والتي كانت آنذاك تقع في الضفة الغربية ، التابعة للأردن ، ونسفت بيت الأسرة لأن الأب كان يتسلل إلى أراضي قريته ـ المالحة ـ ليحضر من كرمه الذي كان يملكه بعض الزيتون والعنب ، من أجل أن يطعم أسرته من أرضه وأرضهم . ولكنه في إحدى الليالي عندما كان يحمل سلة من زيتون وسلة من العنب ، ويسير بعد منتصف الليل ، صادف جندياً إسرائيلياً فأطلق اليهودي النار عليه ، فأصابه في كتفه ولكن الرجل ـ أبو محمود ـ استطاع أن يرد على مصدر إطلاق الرصاص ، حيث ألقى حجراً على رأس الجندي فأصابه إصابة قاتلة ، وعندها استولى على بندقيته ، وعاد إلى بيته بسلة العنب والزيتون وبالندقية على كتفه .

 

كان هذا السبب الذي جعل عصابات اليهود تحقد عليه ، وتتعرف على مكان سكنه ، وتقوم بنسف بيته . حيث قضى هو وابنه الكبير وإحدى بناته . عاشت أم محمود مع ابنها الذي نجا من الموت بأعجوبة ، وكان في الصف الرابع الابتدائي ، صممت المرأة على أن يكمل " ماجد " تعليمه ، لأنه كان من الطلاب المجتهدين ، ولكن كيف تدبر المرأة مصروف البيت وثمن كتب ماجد وما يحتاج من مصروف في المدرسة وملابس وغير ذلك .

 

لم يكن أمام أم محمود إلا أن تعمل خادمة في بيوت الأغنياء في المدينة ، وهكذا فقد تعاطف معها عدد منهم فوفرت بذلك بعض العيش الملائم لها ولولدها . كان مدير المدرسة ومعلموها يعلمون ما حدث مع الأسرة فعملوا على تشجيع ماجد ، وزيادة العناية به ، ومرت السنوات صعبة ومؤلمة على ماجد وأمه ، إلى أن تقدم إلى شهادة الدراسة الثانوية ولم يفاجأ معلموه عندما ظهرت نتائج الامتحان ، وكان من الأوائل في ذلك الفحص!

 

نال ماجد بعثة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت للدراسة في قسم الصيدلة ، وكان يرسل إلى أمه من المبلغ الذي تدفعه له الوزارة ما يغنيها عن العمل في دور الناس . وصار الكل يناديها أم الدكتور . أمضى ماجد زمن الدراسة ـ خمسة أعوام ـ ثم عاد إلى بيت لحم ، وافتتح صيدلية سماها صيدلية مريم ، ومريم هذه هي أمه ، أم محمود !

 

كانت وصية أم محمود لابنها : ماجد ، لا تنس الأيام السابقة ، ساعد كل إنسان ، اعمل جهدك على وصف الدواء بدقة للمرضى ، ساعد الفقراء وبخاصة الأيتام ! أرجو ألا تنسى أنك واحد منهم !

كانت أجمل أيام ماجد ، عندما كان يعود مساء بعد يوم عمل طويل ليجد أن ابنه محمود ، وابنته مريم يجلسان في حجر جدتهما ، فيقول لهما ولزوجته : لولا جدتكم مريم ، ولولا تعبها وتصميمها لما استطعت إلا أن أكون عاملاً في مصنع ، أو حارساً في ورشة !

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث : آذار 2006

Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية